جدّد العراق امس رفضه عودة مفتشي الاسلحة الدوليين، وحذّر الرئيس جورج بوش من اي محاولة لاطاحة النظام في بغداد، فيما نشر في لندن تقرير عن "ملف سري" اعدته بريطانيا والولايات المتحدة لتأكيد علاقة الرئيس صدام حسين بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ووصل الى عمان امس نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزت ابراهيم الدوري للقاء الملك عبدالله الثاني، والاطلاع على موقف عمان من التهديدات الاميركية للعراق، واستبق الاردن زيارته بالسماح للمعارضة بتنظيم ندوة تحت عنوان "مستقبل العراق". وفرّقت الشرطة الاردنية تظاهرة للتضامن مع هذا البلد. تفاصيل اخرى ص 2 وحذّر نائب رئيس الوزراء طارق عزيز بوش من اي محاولة "لإزالة نظام صدام حسين" وقال في حديث الى مجلة "دي فيلت" الالمانية ان الرئيس الاميركي "اعترف صراحة بأنه في حالة العراق لا يتعلق الامر بمكافحة الارهاب او مراقبة التسلّح، انه يريد الغاء نظام صدام حسين". اما نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان فقال ان "مهمة نزع اسلحة العراق والتفتيش عنها انجزتها اللجنة الخاصة للتفتيش وفرق التجسس التابعة لها طوال ثماني سنوات". واضاف في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر السابع للقوى الشعبية العربية ان عودة المفتشين الآن ستكون "بهدف التجسس والاستخبارات لافتعال الازمات وشن اعتداءات اميركية - بريطانية جديدة على العراق". واكد مجدداً ان "اي دعوة الى الرقابة على المنشآت العراقية يجب ان تكون في اطار رقابة شاملة على كل دول المنطقة بخاصة العدو الصهيوني". ودعا القمة العربية المقبلة الى اتخاذ "موقف واضح وحازم يدعم مطلب العراق العادل برفع الحصار عربياً ووضع حد فوري للعقوبات، او الاعلان عن تطبيق المادة 50 من ميثاق الاممالمتحدة في شكل جماعي عربياً وبالحد الادنى". واعتبر ان رفع الحظر المفروض على بلاده هو "الحل الجذري الحاسم لمعاناة شعب العراق ووقف مسلسل الموت الرهيب الذي اودى بحياة 1.6 مليون انسان بريء". الى ذلك وصل عزت ابراهيم الدوري الى عمان امس لاجراء محادثات مع الملك عبدالله الثاني ستتناول التهديدات الاميركية بشن عمليات عسكرية ضد العراق، وذلك عشية وصول نائب الرئيس الاميركي ريتشارد تشيني الى عمان بعد غد الثلثاء. وبثت وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان عزت ابراهيم وصل بوصفه "مبعوثاً شخصياً" لصدام من دون اعطاء تفاصيل، باستثناء الاشارة الى ان وزير الدولة الاردني للشؤون الخارجية شاهر باك كان في استقباله في المطار. وقالت مصادر رسمية ان زيارة المسؤول العراقي تستهدف "الاطلاع على الموقف الاردني من التهديدات الاميركية للعراق. وفي الوقت ذاته فرّقت قوات مكافحة الشغب الاردنية اعتصاماً نظّمته فاعليات نقابية وحزبية تضامناً مع العراق، شارك فيه مئات من المواطنين. وجاء في بيان صادر عن "اللجان الشعبية لمساندة العراق ومقاومة العدوان" ان الشرطة فرّقت المعتصمين وصادرت الشعارات واللافتات التي ندّدت ب"التحضيرات لضرب العراق". وفي تطور لافت، سمحت السلطات الاردنية لأحد مراكز الدراسات في عمان بتنظيم ندوة مساء امس تحت عنوان "مستقبل العراق: التحديات والآفاق"، شارك فيها المعارض العراقي الكردي بختيار امين، مدير مؤسسة "التحالف الدولي من اجل العدالة" الذي يطالب بمحاكمة النظام العراقي لارتكابه "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" وهذه المؤسسة الناشطة في مجال حقوق الانسان تضم 270 جمعية غير حكومية في 120 دولة.