الناصرة - "الحياة" - رحبت نائبة وزير الدفاع الاسرائيلي داليه رابين فيلوسوف بقرار مجلس الأمن، ارسال "فريق مكلف تقصي الحقائق" الى مخيم جنين "لأن القرار اتخذ بالتنسيق بين الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزيري الخارجية والدفاع شمعون بيريز وبنيامين بن اليعيزر أي بموافقتنا التامة". وزادت، في حديث الى اذاعة الجيش امس، "لن نسمح لكل من يرغب بتغطية ما حصل في المخيم ان يرى بعينيه انه لم تقع أي مجزرة على رغم النتائج المؤلمة التي جاءت بها الحرب على الارهاب". واضافت ان الجيش "انتشل كل الجثث من تحت الانقاض"، لكنها رفضت الرد على امكان أن تدفع اسرائيل تعويضات أو ترميم المباني التي تضررت، فقالت ان هذه المسألة "قد يتم بحثها في المستقبل". وفيما أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة رعنان غيسين ان اسرائيل ستتعاون مع هذا الفريق "لأن ليس لدينا ما نخفيه"، حذر الوزير داني نافيه من نتائج مثل هذا التعاون، وقال: "ليس لدينا ما نخفيه لكن الحديث هو عن فريق اراده مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن، سيأتي مع احكام مسبقة وعدائية وبعضها لا سامي"، مشيراً الى انها المرة الأولى التي توافق فيها اسرائيل "على السماح لجهة اجنبية بفحص الجيش الاسرائيلي، وهذه سابقة خطيرة ينبغي رفضها". ونقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن مصادر في تل ابيب انها توقعت ان يكون القرار ايفاد شخص واحد ممثل للأمين العام للأمم المتحدة لتقصي الحقائق و"للتيقن من ان العملية ركزت على ضرب البنى التحتية للارهاب". وعبرت عن أملها بأن "يترفع الفريق الذي سيحضر عن عدم الموضوعية التي اتسمت بها تقليدياً وفود الاممالمتحدة". وقالت الاذاعة ان "بيريز الموجود في نيويورك الذي علم بالمشاورات التي تمت بين أعضاء مجلس الأمن قبيل انعقاده متجهاً نحو المطالبة باتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق دولية، استبق الاجتماع وأصدر بياناً دعا فيه الى ارسال طاقم يتقصى حقيقة ما حصل في المخيم"، لكنه اكد للأمين العام للامم المتحدة رفض اسرائيل تشكيل لجنة تحقيق ودعاه الى ايفاد ممثل عنه، لكن انان أوضح ان هذه المهمة تحتاج الى فريق عمل، واعداً وزير الخارجية بأن يقوم هو، وليس مجلس الأمن، باختيار أعضاء الطاقم. واكدت مصادر اسرائيلية ان القرار بصيغته النهائية حظي بموافقة اسرائيل والولايات المتحدة "اللتين سعتا بتنسيق تام الى اجهاض أي محاولة أو مشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق دولية"، لكن المعلق السياسي في اذاعة الجيش اعتبر القرار بداية تدخل دولي جدي في النزاع الدائر، وعادت هذه المصادر لتتهم لارسن "بمسؤولية كل النشاط الدولي ضد اسرائيل والتشهير بسمعتها من خلال دعمه للكذب الفلسطيني". وزادت ان لارسن رأى ان "مشروع حياته - اتفاق اوسلو ينهار وعليه قرر اتهام اسرائيل بكل ثمن، بارتكاب فظاعات في مخيم جنين". وانه لم يتراجع عن اتهاماته بل راح يحرض السفراء الاجانب في تل ابيب على الدولة العبرية "بهدف تسويد وجهها". وقال المراسل السياسي للاذاعة العبرية ان الحكومة الاسرائيلية "لن تمر مرّ الكرام على سلوك لارسن" وستدرس اتخاذ خطوات ضده ومنها تجنيب مسؤولين كبار لقاءه أو الاعلان عنه "شخصية غير مرغوب بها". ووجه بن اليعيزر انتقادات شديدة اللهجة الى مبعوث الاممالمتحدة، وقال انه اطلق اتهامات من دون ان يتطرق الى حقيقة موت 23 جندياً اسرائيلياً في معارك ضارية دارت في المخيم "وان معظم الفلسطينيين الذين قتلوا كانوا مسلحين أو انتحاريين". واضاف: "كان بإمكاننا قصف المخيمات بالطائرات لكن قيمنا الاخلاقية منعتنا من المس بالأبرياء ولذلك دفعنا ثمناً باهظاً".