تشهد سوق بث خدمات "الموجة العريضة" عبر الأقمار الاصطناعية نمواً متسارعاً يدور معدله في حدود 20 في المئة في السنة. إلا أن العالم العربي لن يكون قادراً على اللحاق ببقية العالم في استخدام هذه التقنية التي تدعم مشاريع التنمية وتساعد في عملية نقل المعلومات واتخاذ القرار. حذر مشاركون في مؤتمر "عربكوم 2002" للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي اختتم في الدوحة أمس أعمال دورته السنوية الخامسة بحضور مشاركين من 52 دولة، من أن نمو سوق خدمات "الموجة العريضة" سيبقى محدوداً في البلدان العربية بالمقارنة مع بقية الدول النامية في آسيا وأوروبا وأميركا. وتفيد تكنولوجيا "الموجة العريضة" في نقل خدمات الانترنت بسرعات مضاعفة تراوح بين عشرة و20 مرة. وتتضمن الخدمات المقدمة نقل معلومات الصوت والصورة والبيانات. وقال ديفيد غرين، مدير تطوير الأعمال الاقليمي في "لوكهيد مارتن" ان حصة الأقمار الاصطناعية من بث خدمات "الموجة العريضة" باتت اليوم تعادل 15 في المئة من اجمالي استخدامات هذه التقنية، في مقابل 25 في المئة لقواسم الكيبل. وتشير دراسة عرضت في المؤتمر الى أن حصة اميركا اللاتينية تبلغ حالياً 10.2 في المئة، ومثلها حصة آسيا - المحيط الهادئ، و13.8 في المئة لغرب أوروبا وشرقها، و61.4 في المئة لأميركا الشمالية، في حين لا تتجاوز حصة افريقيا والشرق الأوسط معاً 2.8 في المئة. وتتميز تقنية البث عبر الأقمار الاصطناعية بخفض كلفة اقامة خدمات "الموجة العريضة" واستخدامها مقارنة بالوحدات البرية الثابتة، وبمرونة عالية لنشر خدماتها. وهي تملك مزايا تفاضلية كثيرة لدول العالم النامي بما فيها العالم العربي، حيث تقتضي مرافق الاتصالات اللاسلكية موازنات باهظة قد تعجز عنها الدول العربية، لا سيما في المناطق النائية وتلك البعيدة عن المراكز العمرانية ذات الكثافة السكانية العالية. وتحفز خدمات البث التلفزيوني المباشر صناعة بث "الموجة العريضة" عبر الأقمار الاصطناعية، اذ تنمو بمعدل 50 في المئة سنوياً. اما خدمات مبيعات التجزئة عبر النفاذ المباشر الى الانترنت بالأقمار الاصطناعية، فهي تتوسع في العالم، مع تغير بنيوي في حصص الأسواق الدولية المستفيدة منها. وقالت جوليات سالفاتي، مديرة البرنامج في مؤسسة "فروست اند سوليفان" ان حصة اميركا الشمالية ستواصل النمو لكنها ستتقلص من الاجمالي العالمي من 67 في المئة عام 2000 الى 66 في المئة العام الماضي الى 64 في المئة السنة الجارية لتهبط الى 43 في المئة سنة 2007، في الوقت الذي ستزيد أوروبا من 14 في المئة الى 23 في المئة خلال المدة نفسها، وحصة اميركا اللاتينية سبعة في المئة الى 16 في المئة وآسيا المحيط الهادئ من عشرة في المئة الى 16 في المئة. اما حصة افريقيا والشرق الأوسط فستتراجع نسبتها المئوية من الاجمالي العالمي في ثلاثة الى اثنين في المئة. ويبلغ اجمالي العوائد المباشرة التي تعود بها خدمات بث "الموجة العريضة" عبر الأقمار الاصطناعية الى موردي الخدمة 1.9 بليون دولار حالياً. وينتظر أن ترتفع الى 4.8 بليون سنة 2007. أما العوائد الذي تعود بها هذه الخدمات الى موردي خدمات المعلومات والبث والبيانات فتقدر بنحو 60 بليون دولار سنوياً تعادل عشرة الى 20 في المئة من اجمالي عوائد تطبيقات الانترنت اللاسلكية. ويبلغ حجم هذه السوق في الولاياتالمتحدة وحدها 40 بليون دولار، وتستحوذ على تسعة ملايين مستخدم من اجمالي المستخدمين، وهم يستفيدون من خدمات الهاتف النقال ونقل المعلومات على التجهيزات الجوالة والثابتة. وتشير التوقعات الخاصة بالسوق الأميركية، وهي الأكثر دقة ومساعدة على وضع تقديرات لنمو السوق الدولية، الى ان عدد مستخدمي خدمات شبكات الانترنت اللاسلكية سيرتفع الى 21 مليون مستخدم عام 2007، في حين سيرتفع عدد مقاسم الالتقاط الأرضية من 3700 السنة الجارية الى 41 ألفاً في مدى خمسة أعوام، في حين ستدر أكثر من ثلاثة بلايين دولار من عوائد خدمات التوريد وحدها.