سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا مانع من فرض الرقابة الحكومية على المسافرين في الجو ."لوفتهانزا" تطلق بعد شهر استخدامات نظام "كونيكشن" للاتصالات الالكترونية و"بوينغ" تتوقع تعميمه على 480 شركة طيران وجني 3 بلايين دولار سنوياً
تروج مجموعة "بوينغ" الأميركية العملاقة لخدمة اتصالات متطورة من نوع جديد تدعى "كونيكشن باي بوينغ"، تتيح للمسافرين التواصل في الجو عبر خدمات البريد الالكتروني ونقل البيانات، وسد الثغرة التي لا تزال تفصل عالم النقل الجوي عن مواكبة التحول الذي فرضه توسع خدمات الانترنت والانترانت في العالم. وتأمل المجموعة الأميركية العملاقة تعميم هذا النظام على 480 شركة طيران، وجني ثلاثة بلايين دولار من العوائد من مشروعها سنوياً، في مدى عشرة أعوام من الآن، على أن يكون أول زبون عملي لها هو شركة "لوفتهانزا" الألمانية التي ستبدأ استخدامه على رحلاتها بين ألمانياوالولاياتالمتحدة في مدى شهر من الآن. يتيح نظام "كونيكشن باي بوينغ" حزمة اتصال عريضة لخدمات الانترنت ونقل البيانات، تتميز بالقدرة على النقل السريع للمعلومات. ويقول القائمون على المشروع إن هذا النظام يخدم سوقين رئيستين هما سوق الطائرات التجارية وركابها، والثانية سوق خدمات المديرين التنفيذيين. وأشار ستانلي إيه ديل، مدير المبيعات التجارية في شركة "كونيكشن باي بوينغ"، إلى أن التطورات الحالية في سوق الطيران التجاري قد تؤثر بعض الشيء على نمو استخدامات هذا النظام على المدى القصير، إلا أن سوق خدمات الاتصالات بالحزمة العريضة داخل مقصورة الطائرة هي حتماً سوق مرشحة للتوسع باستمرار. وقال ل"الحياة": "المشروع عمره ثلاث سنوات. واعتمدنا في بناء هذه المنظومة على معرفتنا الجيدة بالسوق العالمية وشركات الطيران وحاجاتها، علاوة على خبرتنا في نشر شبكات اتصالات حول العالم وشبكات الأقمار الاصطناعية. من هنا ولدت فكرة بناء نظام اتصالات دولي فاعل وآمن لخدمة المسافرين". وتعتبر مجموعة "بوينغ" أكبر منتج للأقمار الاصطناعية والمسبارات الفضائية في العالم. وبدأت منذ عام 1961 انتاج سلسلة من الأقمار الاصطناعية التي حملت عائلتها الأولى المتعددة الطرازات اسم "بوينغ"، قبل أن تنطلق في انتاج مجموعة من الأقمار اللاحقة الأكبر حجماً، للقطاعين العسكري والمدني. وأضاف ستانلي: "عقدنا ندوات مع 15 شركة طيران عالمية لتحديد حاجاتها. والنظام يعمل بالفعل، وأول طائرة جهزناها لتجربة النظام كانت في آذار مارس الماضي". وكانت أول طائرة جُهّزت بنظام "كونيكشن باي بوينغ" هي طائرة من طراز "سي 32" مخصصة لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني. واعتبرت "بوينغ" هذا الأمر بمثابة تأكيد على قدرة نظامها على "تأمين وسيلة فاعلة وآمنة لنقل المعلومات لخدمة الرؤساء والقادة والوزراء وصانعي القرار، ليكونوا أكثر فاعلية في عملهم". وأتاح نجاح التجارب للخطوط البريطانية في حزيران يونيو الماضي التفاهم مع "كونيكشن باي بوينغ" على البدء في نصب النظام الجديد على طائراتها، على أن تكون البداية على طائرة "بوينغ 400 - 747" في شباط فبراير المقبل، التي تعمل على خط هيثرو - مطار جاي أف كندي في نيويورك. كذلك أعلنت "الخطوط الجوية اليابانية" في تموز يوليو أنها تنوي إدخال النظام إلى طائرات أسطولها العاملة على خطوط آسيا - أوروبا، على أن تبدأ في المرحلة الأولى بعشر طائرات. أما "لوفتهانزا" فستُطلق بعد شهر خدمة "كونيكشن باي بوينغ" على متن رحلاتها العاملة على خط فرانكفورت - واشنطن مطار دالاس، في أعقاب منح السلطات الألمانية رخصة لاستخدام الموجات الجديدة. وسيكفل نجاح التجربة توسيع الخدمة لتغطي كامل أسطول "لوفتهانزا" عام 2004. وستشمل الخدمة الجديدة ركاب الناقلة الألمانية بتوزيع الدرجات الثلاث: الاقتصادية والأعمال والأولى. وشبكة خدمة الانترانت والمقابس التي توصلها الى مقاعد 380 راكباً تشبه الى حد بعيد "شبكة الانترنت التي تخدم شركة متوسطة الحجم". وسيتم جمع تعليقات الركاب والمسافرين لتطوير الخدمة ومتابعتها. أما "الخطوط البريطانية" التي ستقدم بدورها خدمة "كونيكشن" فستقصرها في المرحلة التجريبية على ركاب الدرجة الأولى. وأبدت شركات طيران عربية عدة، بينها "السعودية" و"الامارات" اهتمامها بتبني نظام "كونيكشن"، وينتظر أن يتم الاعلان قريباً عن اتفاق مع إحدى الناقلتين. وبُني النظام على أساس ربطه بمراكز الاتصالات حول العالم. وأجريت تجارب عدة حول العالم مع شركات الطيران ومكاتب الاتصالات من أجل اقامة البرهان على فاعلية النظام وقدرته على تأمين خدمات متكاملة. وقال ستانلي: "استخدمنا النظام لاقامة مؤتمرات مرئية بالفيديو. وبدأنا هذه التطبيقات منذ تشرين الأول أكتوبر 2001"، مشيراً إلى أن "كونيكشن" ستغير صناعة الطيران لأنها ستزود الطائرات بأنظمة اتصال تضمن ربطها ضمن الوقت الحقيقي بالمراكز الأرضية. وقال إن هذا من شأنه الاسهام في توليد استخدامات عدة مبتكرة في المستقبل في ما يخص ادارة الرحلة وربطها مع أقسام المناولة على الأرض وأقسام الحجوزات وغيرها من التطبيقات الممكنة. اهتمام رجال الأْعمال وأظهرت دراسة قامت بها شركة أبحاث مستقلة، وشملت 2500 شخص حول العالم، وجود سوق كبيرة لهذا النظام الجديد. وتبين أن 75 في المئة من مسافري درجة الأعمال يحملون معهم كومبيوتراً حضنياً، في حين أن 62 في المئة أبدوا اهتمامهم بالحصول على خدمة الموجة العريضة في الطائرة، وأن 18 في المئة من المسافرين الدائمين يفضلون تغيير رحلاتهم إلى طائرات تقدم خدمة الموجة العريضة، في حين يؤكد ستة في المئة من المسافرين الدائمين أنهم حتماً سيغيرون رحلتهم إذا لم تكن الطائرة تقدم لهم هذه الخدمة. ويتيح نظام "كونيكشن" كامل امكانات البريد الالكتروني وتصفحه، وإرساله، بالاضافة إلى استقبال كل الملفات الملحقة بالبريد الالكتروني. كما يتيح العمل في وقت حقيقي، ولا محدود، والوصول الى شبكة الانترنت في أي وقت، وفي شكل آمن. كما يتيح الحصول علي محتوى من الدرجة الأولى لخدمات التلفزيون والاذاعة، علاوة على بقية المعلومات التي ترغب شركات الطيران في ايصالها لمسافريها، والتي تتضمن ابلاغهم عن خدماتها وتسهيلاتها، وحجوزاتها. وقال ستانلي: "سيكون لنا مراكز تشغيل في العالم تنمو للتعامل مع نمو الطلب، وذلك لمواكبة توسع هذا النظام وتحصيل الفواتير وبناء منظومات المعلومات عليه. وستؤمن خدمة الاتصال من خلال الاقمار الاصطناعية وعبر موجة كاي للبث. ونحن أعلنا اتفاقين مع موردين لخدمات الأقمار وسننجز اتفاقنا مع يوتلسات قريباً". وأضاف: "إحدى تحديات نشر نظام عالمي للاتصالات هو الحصول على موافقة السلطات المحلية في كل بلد. وقد عملنا مع الاتحاد الدولي للاتصالات وحصلنا على الموافقة على إدخال موجة كاي، على شبكة البث اللاسلكي، وذلك في الاجتماع الأخير للاتحاد في تركيا عام 2000. ونحن نعد لمؤتمر الاتحاد المقبل عام 2003 لنقدم مطالبنا الجديدة". وحصل النظام على موافقات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا و"ست دول أخرى سيُعلن عنها قريباً"، وهذه الموافقات هي شرط أساس لاستخدام الناقلات الجوية الوطنية للنظام. وقال: "عندما بدأنا المشروع رأينا أن المحطات الأرضية للأقمار الاصطناعية حول العالم تملك فائضاً كبيراً متاحاً على موجة كاي للبث. لذا بنينا نظامنا على أساس استخدام الفائض. ونحن لا نشتري أقماراً اصطناعية، بل نستفيد من الفائض المتاح. وكان جهدنا منصباً بالتالي على زيادة قدرة نظامنا على التعامل مع البيانات على هذه الموجة. وهذا يفيدنا في تطوير الخدمات المقترحة لشركات الطيران التي لمسنا منها اهتماماً بتطوير برامج التشغيل أثناء الطيران". وتدرس "بوينغ" بناء خدمة الهاتف وربطها مع الخدمات الأخرى لنظام "كونيكشن". وهي لم تعرض هذه الخدمة حتى الآن نظراً إلى الكلفة العالية التي قد تحتمها كلفة الصيانة والدمج في حال نصب أجهزة الهاتف هذه، علاوة على ضرورة احترام خصوصية بقية المسافرين أثناء المكالمات التي يجريها الركاب. رقابة مستحيلة وقال ستانلي ل"الحياة" إن بالامكان نصب "فلتر" للتدقيق في محتويات خدمة النظام المتاحة على الطائرة. وأضاف أنه في حال طلبت شركة طيران حكومية فرض حظر أو رقابة سياسية على بعض مواقع الانترنت فإنه "سيُترك للشركة إن تقرر ذلك، لأننا سنقدم لها ما تطلبه. وهناك برمجيات تتيح فلترة الوصلات مع الانترنت وهذه يحق للشركات أن تقرر استخدامها من عدمه". وتتوقع الشركة أن يراوح متوسط مدة استخدام المسافر لنظام "كونيكشن" خلال الرحلة بين ساعتين إلى ساعتين ونصف ساعة. كما تتوقع أن تكون السوق الآسيوية إحدى أسرع الأسواق توسعاً في استخدام نظام "كونيكشن". ويعمل لدى شركة "كونيكشن باي بوينغ" 360 موظفاً، وهم موزعون في مكانين، الأول 150 موظفاً في مدينة إرفين في كاليفورنيا حيث مركز التشغيل وحيث يقوم مركز الترويج وخدمة المستهلكين. والثاني في سياتل حيث يعمل بقية الموظفين وهم من المهندسين والفنيين، ممن ينصب عملهم على أشغال التطوير وبناء النظام وتطبيقاته. وقال سياتل: "مطلع السنة المقبلة سنرفع عدد موظفينا، وإن كانت تركيبتهم ستتغير لتصبح الغالبية من المهندسين". وأشار إلى أن دراسة الجدوى أشارت إلى أن عدد مستخدمي نظام "كونيكشن" حول العالم سيصل الى 480 شركة طيران في عشر سنوات من الآن. أما الدخل المتوقع فسيكون حينها في حدود ثلاثة بلايين دولار. واعترف بأن الشركة لم تحدد بعد المدة التي سيتم فيها بلوغ تعادل في الانفاق والدخل، وبأن "موازنة الشركة تعتبر صغيرة للغاية بالقياس إلى حجم مجموعة بوينغ العملاقة وبالتالي فعوائدها مسألة نملك كل الوقت الكافي بانتظار نموها". كما اعترف بأن التراجع الذي شهدته عوائد شركات الطيران من ركاب درجات الأعمال بعد 11 أيلول سبتمبر، وهم الذين يشكلون عادة 30 في المئة من دخل الناقلات الجوية والمصدر الأول لأرباحها، سيؤثر بالطبع على درجة التوسع في استخدام "كونيكشن" في المرحلة المقبلة. وادعى أن نظام "بوينغ" قادر على منافسة نظام "ايفاس" الذي تبنيه "ايرباص"، لأن النظام الأخير قادرفقط على إرسال رسائل مؤلفة من 164 حرفاً، ولا يمكن ربطه بالبريد الالكتروني أو إرسال ملفات ملحقة معه، علاوة على كلفته المرتفعة التي تصل الى عشرة دولارات للدقيقة الواحدة.