الناصرة - "الحياة" لم تعد مجازر مثل المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في خان يونس ليل الأحد - الاثنين وراح ضحيتها 13 شهيداً فلسطينياً وعشرات الجرحى، تثير وسائل الاعلام الاسرائيلية ما يدل على تقبل الرأي العام الاسرائيلي لسفك الدم الفلسطيني. وبعدما احتل نبأ المجزرة عناوين الاذاعة الرئيسية في نشرات الأخبار الصباحية باقتباس "مصادر فلسطينية"، دفع في النشرات اللاحقة الى الصفوف الأخيرة من الاهتمام لتأتي نشرات بعد الظهر خالية من أي خبر عن الموضوع، وكأن ما يحصل من جرائم هو في أقصى العالم ولا شأن لاسرائيل المنهمكة في انتخابات حزب "ليكود" والحرب الاميركية المتوقعة على العراق بها. ورفض وزير الخارجية شمعون بيريز التعقيب على المجزرة بزعم انه لم يتلق تقريراً عنها من جيش الاحتلال، مضيفاً لاذاعة الجيش ان "العمليات العسكرية" في قطاع غزة لا تتعارض وسياسة ضبط النفس التي تنتهجها اسرائيل، حسب زعمه، وبناء على طلب اميركي بعدم تشويش المخطط لضرب العراق. وزاد انه يفترض ان الجيش نفذ عمليته "لإبطال مفعول قنبلة موقوتة"! من جهته، دافع قائد جيش الاحتلال في قطاع غزة العميد اسرائيل زيف عن المجزرة وسائر المجازر التي اقترفها جيشه في الأشهر الأخيرة بالزعم ان جميع القتلى، باستثناء سيدة فلسطينية، قتلوا خلال مواجهات مسلحة مع جيشه رافضاً اعتبارهم مدنيين أبرياء. وأضاف ان جنود الاحتلال قاموا بالرد على مجموعة من المسلحين الفلسطينيين قذفوهم بالقنابل اثناء عملية قاموا بها داخل خان يونس. وقال زيف لموقع الانترنت التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان الصور التي التقطتها الطائرات الحربية ونقاط المراقبة العسكرية "أظهرت ان النيران اطلقت على مسلحين رشقوا القنابل على قوات الجيش الاسرائيلي". واعترف ان "العملية" لم تستهدف تنفيذ اعتقالات أو البحث عن مخابئ أسلحة "انما تنطوي على معان نفسية تهدف الى إفهام عناصر حماس ان لا ملاذ آمناً يلجأون اليه" واصفاً الحي الذي استهدفه الجيش ب"وكر ارهابي لحركة حماس". وقال بيان للجيش الاسرائيلي ان العملية استهدفت "معالجة البنية الأساسية للارهاب" الخاصة بحركة "حماس". وقال الناطق الاعلامي باسم رئيس الحكومة رعنان غيسين ان الفلسطينيين هم المتهمون في وقوع هذا العدد الكبير من القتلى، زاعماً ان الجيش يسعى لتقليص المساس بالمدنيين "لكن وجودهم بين المسلحين لن يمنعنا من النشاط العسكري ضد الارهابيين"! ونقلت الاذاعة العبرية عن مصادر سياسية في تل أبيب تهديدها "ان المسلحين والارهابيين ليسوا في مأمن من قوات الجيش حيثما وجدوا" وزعمت ان هؤلاء يستغلون المدنيين الأبرياء دروعاً بشرية لكن اسرائيل لن تتردد في العمل ضد التنظيمات المسلحة التي تواصل اطلاق صواريخ "القسام" باتجاه المستوطنات وتضع عبوات ناسفة على الطرق المؤدية اليها وتطلق النار. نائب يميني يقترح منح الطيار الذي أطلق الصاروخ وساماً الى ذلك رحب اليمين الاسرائيلي بالعدوان الجديد ونتائجه ودعا النائب ميخائيل كلاينر الى منح وسام تقدير للطيار الذي أطلق الصاروخ على الفلسطينيين "بعدما أبدى مسؤولية تفوق مسؤولية وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الذي امتنع عن اصدار الأوامر بقصف مخيم جنين جواً، في نيسان ابريل الماضي تجنباً لوقوع قتلى فلسطينيين ما أسفر عن مقتل 13 جندياً". وقال النائب المستوطن في قطاع غزة تسفي هندل مدال ان "عملية غزة" جاءت لتسد أفواه عدد من المستوطنين المهزومين الذين يريدون الهرب من المستوطنات. من جهته اعتبر النائب اليساري يوسي سريد ميرتس العدوان "النقيض المطلق لما يتعين على الحكومة فعله في الوقت الراهن"، مضيفاً انه ينبغي عليها أن تستغل الهدوء النسبي الحالي لتطلق مبادرة سياسية وليس فقط تنفيذ ضربات همجية تؤجج نار الانتقام لدى الجانب الفلسطيني.