اعلنت الاذاعة الاسرائيلية امس ان رئيس الوزراء ارييل شارون قرر الغاء اللقاء الذي كان مقررا بين وزير خارجيته شمعون بيريز والرئيس ياسر عرفات في مطار غزة الدولي غدا. واوضحت الاذاعة ان القرار اعلن عقب اتصال هاتفي اجراه شارون مع الرئيس جورج بوش وابلغه خلاله نيته الغاء اللقاء لانه سيكون "خطيرا بالنسبة الى اسرائيل". وفعلا اكد مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان شارون طلب من بيريز الغاء اللقاء. وجاء القرار رغم تصريح الناطق باسم البيت الابيض لشؤون الامن القومي شون ماكورماك بان بوش حض خلال الاتصال الهاتفي شارون "على المضي في الجهود لاستخدام القنوات بين بيريز وعرفات لاحراز تقدم في انهاء العنف والبدء بعملية تطبيق تقرير ميتشل". الوزراء الاسرائيليون وكانت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين القت شكوكاً كثيرة حول امكان عقد اللقاء، فغالبية الوزراء، ومن بينهم وزراء من حزب "العمل" يعارضون ذلك بحجة ان هذا اللقاء "يمنح عرفات شرعية دولية". ونقلت مصادر صحافية عن مسؤولين في ديوان رئيس الحكومة استبعادهم عقد اللقاء، مضيفة ان شارون نفسه لا يرحب به، لكنه لم يعلن موقفه لتجنب مواجهة مع بيريز قد تهدد ائتلافه الحكومي، واستعاض عن ذلك بحض وزراء مقربين منه على اعلان معارضتهم. فقال وزير الاتصالات روبين ريبلين ان اللقاء لن يعقد، وان المجلس الوزاري سيمنع في جلسته الاسبوعية صباح غد بيريز من الاجتماع بعرفات. ووصفت الوزيرة اليمينية ليمور ليفنات اللقاء بأنه أشبه بلقاء "بين وزير الخارجية كولن باول واسامة بن لادن". وأفادت الاذاعة العبرية امس ان رؤساء اجهزة الأمن في اسرائيل يعارضون اللقاء ولا يرون أي جدوى منه "لأن الرئيس الفلسطيني لم يتخذ قراراً استراتيجياً بوقف الارهاب". لكن وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر، وبعد تردد قال أمس انه يرى أهمية بالغة لعقد اللقاء شرط ان يؤدي الى وقف تام للنار. واشار الى حقيقة حصول "خفض ملحوظ في حدة النار في الأيام الأخيرة"، متوقعاً ان تبذل السلطة الفلسطينية "جهوداً حقيقية، لوقفه". وتابع ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على اسرائيل من أجل عقد اللقاء، مستدركاً انه ليس متأكداً من انه سيتم غداً. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان بيريز تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره الاميركي الذي أبلغه ان بلاده تولي أهمية كبيرة للقاء مع عرفات. وتابعت ان بيريز هاتف الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الولاياتالمتحدة تسعى لتسريع عقد اللقاء بهدف تسهيل مساعيها لضم دول عربية الى التحالف الذي تشكله ضد الارهاب. سياسة الاقتحام ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها ان اللقاء المرتقب بين بيريز وعرفات لن يحول دون مواصلة اقتحام المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية وان عمليات اخرى قد تكون أوسع، على غرار عملية اقتحام مدينة جنين، ستتم خلال الأيام المقبلة لمواصلة الضغط على السلطة الفلسطينية. وأضافت ان قادة الجيش يعترفون بأن "العمليات التفجيرية في نيويورك تصرف نظر المجتمع الدولي عما يدور في المنطقة ما يسهل على اسرائيل عمليات الاجتياح". ونقل المعلق البارز في الصحيفة ناحوم برنيباع عن بن اليعيزر قوله ان الرئيس الفلسطيني سيجد نفسه مضطراً الى تغيير التكتيك في المواجهة مع اسرائيل من دون ان يغير استراتيجيته "وقد قتلنا في ليلة واحدة 14 فلسطينياً في جنين وضواحيها ولم يتحدث أحد في العالم عن ذلك، وهذا يعني بالنسبة الى عرفات خسارة فادحة". وأضاف ان عرفات يجد نفسه اليوم عالقاً بين خيارين "وما علينا سوى تهديده، فإما ان يعود الى طاولة المفاوضات أو سيعتبره العالم زعيماً ارهابياً. وفي الوقت نفسه فإن يدنا طليقة في الرد القاسي على اي عملية عدائية".