جدد الرئيس جورج بوش دعوة اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينية من دون ان يحدد موعدا او جدولا زمنيا لذلك، فيما اشارت مصادر ديبلوماسية في واشنطن الى ان ثمة طرحا لم يُحسم بعد عن استبدال خطة "تينيت" وتوصيات "ميتشل" برؤية جديدة شاملة للسلام في المنطقة. وعلى الصعيد الميداني، فجر فلسطيني نفسه بواسطة حزام متفجرات بعد ان اعترضته عناصر من قوى الامن الاسرائيلية قرب قلقيلية. كذلك القى فلسطيني من كتائب "شهداء الاقصى" قنابل عند معبر "ايريز" بين اسرائيل وقطاع غزة، واطلق النار على اسرائيلي فقتله قبل ان يُقتل برصاص جنود في مجنزرة اسرائيلية. راجع ص 4 و5 و6 وقال الرئيس الاميركي في كلمته الاذاعية الاسبوعية: "لنزع فتيل الازمة الحالية، لا بد ان تعمل السلطة بناء على كلماتها عن ادانة الارهاب. لا بد ان تواصل اسرائيل انسحابها. لا بد ان تواجه الدول العربية الارهاب في منطقتها. لا بد ان توقف كل الاطراف تمويل الارهاب او التحريض عليه، ولا بد ان تعلن بوضوح ان من هو قاتل ليس شهيدا ... فهو او هي ليس الا قاتل". ولم يحمل تصريح بوش جديدا، لكن القرار الذي طرحته الولاياتالمتحدة في مجلس الامن وحظي بالاجماع على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في مخيم جنين، كان غير متوقع وتحديدا لان اميركا كانت تعارض أي تحرك في هذا الاتجاه. ورغم تأكيد واشنطن انها صاغت القرار بالتشاور مع اسرائيل التي عبرت عن الاستعداد للتعاون معه، ورغم ان القرار لا يرقى الى مستوى مشروع القرار الذي طرحته المجموعة العربية والذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في المجازر في مخيم جنين، الا ان الجانب الفلسطيني اعتبره "خطوة مهمة" لانه ينطوي على "آلية واضحة ترتبط بما حدث حيث ارتكبت جرائم حرب ووقعت مجازر فظيعة". ونص القرار على "الحاجة الماسة إلى ضمان وصول الهيئات الطبية والإنسانية إلى المدنيين"، ورحب ب"مبادرة" الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الداعية إلى جمع معلومات دقيقة عما حدث في مخيم جنين عن طريق لجنة "لتقصي الحقائق". وغداة اقرار ارسال بعثة تقصي الحقائق، تفقد مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز مخيم جنين المنكوب، ووصف ما رآه من دمار بأنه "مأساة انسانية مروعة"، مضيفا لوكالة "رويترز": "واضح ان ما حدث هنا تسبب في معاناة انسانية هائلة لالاف المدنيين". وفي مسعى للتشديد على ان المجازر الاسرائيلية لم تقتصر على مخيم جنين، أصدر الرئيس ياسر عرفات قراراً بتشكيل "لجنة وطنية" مهمتها "جمع الأدلة للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية وقراها". ووصفت القيادة الفلسطينية "الصمت العالمي على الجرائم والمجازر" الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته يوميا بانه "جريمة كبيرة". ووصف وزير التعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث جرائم الحرب الاسرائيلية بانها "سريبرينتسا جديدة"، وحمل "الرئيس بوش مسؤولية خاصة لتصريحاته واعماله. يجب ان يتحمل مسؤولية جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل". واضاف في ختام لقائه وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين: "بعد سريبرينيتسا، تدخلت الولاياتالمتحدة لوضع حد للمجازر، لكنها لم تتحرك بعد لوقف المجازر التي ترتكب في الاراضي الفلسطينية". في غضون ذلك، واصل البيت الابيض مساعيه من اجل منع اقتحام مقر عرفات وتسهيل انسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله خصوصا بعد تمسك اسرائيل بتسليم الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات واربعة من كوادر الجبهة تقول انهم متورطون في قتل الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي وتصر على انهم يختبئون في مقر عرفات شرطا لرفع الحصار عن مقر عرفات حيث قطعت اسرائيل مساء امس الكهرباء والماء والاتصالات وقامت جرافات بعمليات تجريف داخل المجمع حيث يحاصر الرئيس الفلسطيني. وقال الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر ان هذه التسوية في نظر واشنطن لا تقضي بتسليم المشبوهين الخمسة الى اسرائيل بل احالتهم على الاقل على القضاء الفلسطيني. وكانت السلطة اعلنت امس استعدادها لمحاكمة الخمسة فورا امام محكمة فلسطينية في رام الله، الا ان اسرائيل رفضت هذا الاقتراح. وحذرت "الشعبية" السلطة من مغبة محاكمتهم وانعكاسات ذلك على الصمود الفلسطيني والوحدة الوطنية. وكانت الجبهة اعلنت امس ان القوات الاسرائيلية اعتقلت عددا من كوادرها وعلى رأسهم علي جرادات عضو المكتب السياسي، وحذرت سلطات الاحتلال من "مغبة التعرض لحياتهم".