بيت لحم، غزة - أ ف ب، رويترز - فيما تزداد معاناة المحاصرين داخل كنيسة المهد في بيت لحم، تواجه المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي صعوبات عكست نفسها في الغاء لقاء كان يفترض ان يجري امس من اجل فك الحصار. واعلن رئيس بلدية بيت لحم حنا ناصر ان المفاوضات لانهاء المواجهات الجارية في مجمع كنيسة المهد الغيت في اللحظة الاخيرة، امس، فيما قال محمد المدني محافظ بيت لحم المحاصر داخل الكنيسة خلال اتصال هاتفي: "لا نعرف من المطلوبون الذين تتحدث عنهم اسرائيل. يجب ان يتقدموا بقائمة باسماء المطلوبين ومن ثم تقوم السلطة الفلسطينية مع طرف ثالث دولي محايد بمحاكمتهم بحسب لوائح الاتهام المقدمة من اسرائيل". وشدد على ضرورة تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية محاكمتهم وتحدث عن الوضع داخل كنيسة المهد التي تحاصرها القوات الاسرائيلية فقال: "وضع المعيشة صعب للغاية". وقال الاب رائد ابو ساحلية الناطق باسم بطريركية اللاتين في القدس ان اسرائيل ترفض تدخل رجال الدين المسيحي حتى لا يمارس المجتمع الدولي ضغوطا عليها. واضاف ان القرار قرار سياسي بيد المسؤولين من الطرفين، واستطرد: "نحن مجرد وسطاء نعمل على تسهيل الوصول الى حل"، لكنه رفض تسليم اي من المحتمين داخل الكنيسة. وكانت الاذاعة الاسرائىلية نقلت معلومات صحافية فلسطينية مفادها ان لقاء في شأن رفع الحصار عن المهد سيعقد الخميس في بيت لحم ويضم ممثلين عن الفلسطينيين المسلحين والجيش، فضلا عن مسؤولين يمثلون البلدية وعرفات. في غضون ذلك، كشفت شهادة قدمها فتى حاول الفرار من الكنيسة واعتقله الجيش الاثنين واطلقه الثلثاء، صعوبة الوضع المعيشي داخل الكنيسة. وقال جهاد عبد الرحمن، وهو ابن السادسة عشرة ومن مخيم الدهيشة، ان المحتجزين فيها يعانون من البرد ونقص الاغذية وقلة النوم. واضاف: "لقد هربت لان الجو بارد جدا داخل الكنيسة ونشعر كأننا في سجن". وقال جهاد في اتصال هاتفي معه مساء اول من امس: "الوضع رهيب في الداخل. كنا نعاني من الجوع ولا نستطيع النوم. وهم الاسرائيليون يطلقون النار باستمرار". واوضح انه تمكن من التسلل الى الخارج وتسلق احد جدران المجمع الذي يضم الكنيسة وبعض الاديرة ووجد نفسه عندها "وجها لوجه مع جنود طلبوا مني ان انزع ملابسي كليا. بعدها اوثقوا يدي وعصبوا عيني واقتادوني الى مركز السلام"، وهو المبنى المواجه لكنيسة المهد في ساحة المهد. واستجوب الجنود الفتى خلال ساعات طويلة وركزوا في اسئلتهم على معرفة مستوى معنويات المحاصرين ونوع الاسلحة التي في حوزتهم قبل الافراج عنه. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان فلسطينيا خرج من الكنيسة: "لقد تحققنا من هويته وسمحنا له بالمغادرة كما سنفعل مع كل الذين يريدون الخروج وليس من مآخذ عليهم". واعلنت القيادة الفلسطينية، من جانبها، ان قصفا اسرائيليا سبب اول من امس بعض التدمير في كنيسة المهد. واضافت في بيان ان القوات الاسرائيلية "قصفت كنيسة المهد ومحيطها مساء الاربعاء بالقذائف والقنابل ورمايات الرشاشات مما ادى الى بعض التدمير فيها"، خصوصا في "كنيسة مار جرجس وغرفة التعميد وقاعة الاستقبال".