في اشارة الى فشل مهمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول في المنطقة، قال وزير الخارجية الأردني مروان معشر ل"الحياة" في الرياض: "لا يمكن ان نتحدث عن نجاح مهمة وزير الخارجية الاميركي في المنطقة من دون تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الفوري من المناطق الفلسطينية التي أُعيد احتلالها، فهذا هو المطلوب أولاً". وغادر وزير الخارجية الأردني الرياض الى القاهرة في نهاية زيارة "عاجلة" استمرت ساعتين، اجتمع خلالها مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، وعرضا النتائج التي توصل اليها باول في المنطقة، قبيل توجه معشر الى العاصمة المصرية لعقد اجتماع ثلاثي يضمه ونظيره المصري أحمد ماهر والاميركي كولن باول. وأعلن وزير الخارجية الأردني انه سيتم خلال الاجتماع "إفهام الجانب الاميركي انه لن تكون هناك صدقية للمساعي الاميركية في المنطقة اذا لم تستطع تحقيق الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من الأراضي الفلسطينية والانتقال الى عملية السلام وفق خطة زمنية محددة". وقال مصدر ديبلوماسي مصري في الرياض ل"الحياة": "كان مقترحاً ان يشارك الأمير سعود الفيصل في لقاء وزراء الخارجية الثلاثة في القاهرة، ولكن تم العدول عن ذلك". ورداً على سؤال عن تقويمه نتائج مهمة باول في المنطقة، قال وزير الخارجية الاردني: "لا يمكن ان نتحدث عن نجاح مهمة الوزير من دون تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية، فهذا هو المطلوب أولاً في هذه المرحلة، وبعد ذلك التركيز على ضرورة ايجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، وعدم الاكتفاء بالتركيز على الجانب الأمني والا ستبقى المشاكل والعنف في المنطقة". واكد ان هدف مهمة باول - كما أعلن سابقاً - هو العمل أولاً لتحقيق الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية، لكن هذا الهدف لم يتحقق "وربما هناك بعض الانفراجات لكنها لا ترقى الى ما نأمله لأننا نريد انسحاباً فورياً للقوات الاسرائيلية لتهدئة الوضع الأمني، والانتقال من مرحلة التركيز على الجانب الأمني الى البحث ليس فقط عن اطار شامل للحل، بل كذلك ضرورة بلورة خطة مفصلة تأخذنا من الوضع الذي نحن فيه الى وضع ينهي فيه الاحتلال الاسرائيلي بالكامل، وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن اطار زمني محدد". وأعلن معشر أمس ان زيارته الرئيس ياسر عرفات المحاصر في مكتبه في رام الله "ستتم خلال اليومين المقبلين"، موضحاً انه لم يعلن في السابق عن زيارته رام الله "لأن الزيارة يجري الاعداد لها". وعما يمكن ان يثار من ادعاءات بتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل مهمة باول، قال وزير الخارجية الاردني: "الأخوة الفلسطينيون ابدوا كل جدية للتجاوب مع مهمة وزير الخارجية الاميركي، ولكن كان من المفروض على الجانب الاسرائيلي ان يتجاوب مع هذه المهمة من خلال الانسحاب الفوري من كل المناطق التي احتلت، ولا يمكننا الحديث عن تنسيق أمني أو تنفيذ تفاهمات تينيت، ولا عن الانتقال الى مرحلة أخرى قبل تحقيق هذا الانسحاب". وزاد ان "البنية التحتية الفلسطينية دُمرت بالكامل ولا مجال للضغط على الجانب الفلسطيني بأي شكل قبل تحقيق الانسحاب الكامل الفوري من الأراضي التي احتلت" خلال الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية. واتهم معشر اسرائيل بإبداء مواقف متعنتة من خلال رفضها مطالب المجتمع الدولي بالانسحاب فوراً من تلك الأراضي، وأوضح ان زيارته السعودية جاءت "في اطار التنسيق والتشاور"، مشيراً الى انه أطلع الأمير سعود الفيصل على نتائج المحادثات الأردنية مع باول والاتصالات التي اجراها الملك عبدالله الثاني مع مختلف الأطراف لتهدئة الأوضاع وايجاد الحل الشامل. مؤكداً ضرورة توحيد المواقف العربية.