أشاد وزير الخارجية الأردني مروان معشر بمبادرة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال في حديث إلى "الحياة" إنه ناقش المبادرة مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين في باريس، بالإضافة إلى موضوع العراق وأزمة الشرق الأوسط. وأضاف ان الجانبين اتفقا على أن المخرج الوحيد للنظام العراقي هو بقبوله عودة المفتشين الدوليين، وإلا فإن الولاياتالمتحدة ستنفذ تهديداتها. قال وزير الخارجية الأردني إن عمّان "حذرت وتحذر من ضرب العراق". وأضاف انه ناقش مع الجانب الفرنسي هذا الموضوع. وان "الآراء كانت متطابقة، ويطالبان العراق بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة، وبضرورة تحقيق ذلك بالوسائل الديبلوماسية لا العسكرية". وزاد أن "ضرب العراق يشكل خطورة على المنطقة كلها. فهناك مخاوف على شعب عربي سيتأثر إلى أبعد الحدود، ومخاوف من موضوع تقسيم العراق".. وعن محادثاته مع نظيره الفرنسي عن المبادرة السعودية التي كشف عنها ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، قال إن "الجديد في مبادرة الأمير عبدالله انها تطرح للمرة الأولى منذ زمن بعيد رؤية سياسية لحل المشكلة الفلسطينية، فالتركيز حتى الآن كان على الجانب الأمني من المشكلة، وأصبح من الواضح أنه لا مجال لتحريك العملية السلمية إلى الأمام في ظل الأزمة الحالية، من خلال التركيز على الجانب الأمني، ولذا كان لا بد من طرح جانب سياسي يعطي الفلسطينيين الأمل في ايجاد حل لقضيتهم، يشتمل على إقامة دولة مستقلة وانهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأهمية المبادرة في أنها صادرة عن دولة في وزن المملكة العربية السعودية، وعالجت البعدين الرئيسيين للقضية الفلسطينية: السلام وإنهاء الاحتلال، وضمان الأمن للجميع". وأضاف ان المبادرة "جاءت في توقيت جيد وخاطبت المجتمع الدولي بوضوح وجدية، وأعربت عن رغبة العالم العربي في حل النزاع بصورة دائمة وبطريقة تحقق مصالح الجانبين". وعما إذا كانت المبادرة السعودية التي رحب بها وزير الخارجية كولن باول ستكون موضع بحث في أعمال القمة العربية في بيروت، وهل هي بداية ضغط أميركي على الجانب الإسرائيلي، قال معشر: "إذا تم تطوير الأفكار الموجودة في هذه المبادرة لتصبح عربية، فإنها ستكون خطوة باتجاه اقتراح حلول شاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي بدل أن نتلقى مثل هذه الحلول من الخارج. وهناك فرصة لتنسيق المواقف مع الأطراف العربية كافة، ولكن ما زال الوقت مبكراً. ومن المهم أيضاً ادراك أن المبادرة تتناول الأراضي العربية المحتلة بما فيها الفلسطينية والسورية واللبنانية". وعن أولويات القمة العربية في بيروت، وهل هناك احتمال أن يحضرها الرئيس ياسر عرفات بصحبة الرئيس حسني مبارك أو الملك عبدالله الثاني، قال: "لا شك ان القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات القمة. ولا شك أن حضور الرئيس عرفات مهم وضروري جداً لأن القمة ستبحث السبل الكثيرة لاخراج المنطقة من المأزق الذي نعيشه، والملك عبدالله يبذل جهوداً كبيرة لتأمين حضوره فنحن لا نعتقد بأن هذا الحصار المفروض على عرفات مقبول أو أنه يساعد في تحريك العملية السلمية إلى الأمام، ونريد أن تكون للرئيس عرفات حرية التنقل ليس لحضور القمة فحسب، بل إلى أي مكان". وسألته "الحياة" عن الترويج لفكرة بدائل للرئيس الفلسطيني، فقال إن "عرفات هو القائد الشرعي المنتخب، ولا مجال للحديث عن أي بديل له. وفضلاً عن ذلك هو رمز للنضال الفلسطيني عبر عقود طويلة من الزمن. وقد اتخذ خطوات مهمة جداً في الآونة الأخيرة، أذكر منها الرسالة التي بعث بها إلى وزير الخارجية الأميركي كولن باول وتضع موضوع الباخرة جانباً، إضافة على اعتقاله قتلة وزير السياحة الإسرائيلي. عرفات يبدي جدية كبيرة في اتخاذ الخطوات الجريئة لتهدئة الوضع، ولا بد أن يقابل ذلك خطوات من الجانب الإسرائيلي". وعن الانتقادات التي توجه إلى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، مثل الأردن ومصر، ولم تتخذ اجراءات لاخراج عرفات من الحصار والضغط على الجانب الإسرائيلي، قال: "الأردن ومصر يقومان بجهود مكثفة للبحث عن سبل لتحريك الوضع. نقلت رسالة من الملك عبدالله الثلثاء الماضي إلى الرئيس عرفات في رام الله. هناك جهود، ونتائجها ستظهر خلال الأيام المقبلة". وأضاف ان الرسالة الأردنية "عبرت عن الدعم التام والمطلق من الأردن والملك شخصياً للرئيس عرفات، والسبل والاجراءات التي يمكن اتخاذها لكسر حال الجمود، وهذه الاجراءات أمنية وسياسية في الوقت ذاته، بمعنى أننا نريد التحرك على مسارين، مسار يريد تهدئة الوضع وتطبيق توصيات تينيت وميتشل، ومسار سياسي يقدم حلاً سياسياً يكون إطاراً ترضى به جميع الأطراف".