أعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في لوكسمبورغ مساء أمس ان دول الاتحاد الأوروبي قررت عدم دعوة مجلس الشراكة بين الاتحاد واسرائيل الى الانعقاد، موضحاً ان "عدداً صغيراً من الدول يعارض" هذه المبادرة. وطغت اجواء تشاؤم على اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ، إزاء محدودية النتائج التي اسفرت عنها مهمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول في الشرق الأوسط حتى الآن، واخطار محاولات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون استبعاد الرئيس ياسر عرفات من المؤتمر الدولي الذي دعا الى عقده لتسوية الأزمة في المنطقة. وجدد وزراء الخارجية دعمهم جهود باول للتوصل الى اتفاق لوقف النار وانسحاب القوات الاسرائيلية وفتح آفاق سياسية للأزمة. وتحدث فيدرين عن اجماع الدول الاعضاء على "دعم مهمة باول اسوة بموقف الأطراف الأربعة في مدريد". ووصف مهمة باول بأنها "صعبة ولا يمكن توقع معجزات على رغم وجود بعض الإشارات هنا أو هناك". وأوضح ان الوزراء الأوروبيين تبادلوا المعلومات حول مبيعات الأسلحة وتبين ان "أياً من البلدان الاعضاء في الاتحاد لا يزود اسرائيل أسلحة تستخدم ضد المدنيين". ودعا الوزراء الأوروبيون الى "كشف الحقيقة وتوفير المعطيات الثابتة حول ما حدث في مخيم جنين"، بعدما أفادت تقارير عن ارتكاب القوات الاسرائيلية مذابح طاولت مدنيين. وتفادى الاتحاد الأوروبي مواجهة مع اسرائيل لئلا يقوض الجهود الاميركية، أو فرصة اللقاء المتوقع بين وزراء الخارجية ونظيرهم الاسرائيلي شمعون بيريز مطلع الاسبوع المقبل، على هامش اجتماعات دول الشراكة الأوروبية - المتوسطية في فالنسيا اسبانيا، علماً ان الوزير الاسرائيلي قد يتغيب عن الاجتماع. وعرض عضو المفوضية مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن في اجتماع لوكسمبورغ اقتراح الدعوة الى اجتماع مجلس الشراكة مع اسرائيل، من أجل بحث تداعيات الأزمة في المنطقة. وتمثل الدعوة اجراء قانونياً ملزماً قبل اتخاذ أي مبادرة عقابية. وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان غالبية الدول الاعضاء في الاتحاد اعترضت على فكرة الدعوة الى عقد مجلس الشراكة مع اسرائيل، والتي "قدمتها المفوضية وحظيت بموافقة الرئاسة الأوروبية اسبانيا ودعمتها بلجيكا". وتحدث وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل عن الحاجة الى "بحث اتفاق الشراكة ودعم المؤتمر الدولي ونشر قوات فصل دولية" بين اسرائيل والفلسطينيين. وتساءلت مصادر أوروبية عن الفائدة من اطلاق الدعوة الى انعقاد مجلس الشراكة "في ظل غياب الردود المناسبة على الأوضاع الطارئة التي قد تنجم في حال رفضت اسرائيل استجابة الدعوة، أو كلفت موظفين من الدرجة الثانية تمثيلها في اجتماع وزاري يفترض ان يشارك فيه بيريز الى جانب وزراء خارجية الاتحاد". وأشارت الى أهمية وضع نقاط لبحثها مع اسرائيل التي سترفض الجلوس الى الطاولة الأوروبية من اجل الاستماع الى خطابات توبخها أو تهددها بالعقوبات الاقتصادية. ولم تثر فكرة المؤتمر الدولي التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي حماسة في أوساط الاتحاد. وانتقدت المصادر محاولات شارون تغييب الرئيس عرفات أو محاولات تهميش دور الاتحاد والامم المتحدة. وقبل بدء اجتماع لوكسمبورغ، علق وزير الخارجية الفرنسي على اقتراح بالتأكيد على أولويات تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1402 الخاص بوقف النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية. وذكر ان فكرة المؤتمر الدولي "تمثل واحدة من مراحل المسار السياسي الذي ينطلق بعد تنفيذ مقتضيات قرارات مجلس الأمن وليس قبله".