استؤنفت الضغوط الدولية والأوروبية على اسرائيل، بعدما ألغى رئيس وزرائها ارييل شارون اجتماعاً بين وزير خارجيته شمعون بيريز والرئيس ياسر عرفات، وأعطى أوامره للبدء بتنفيذ خطة الفصل العنصري التي اعتبرتها الاممالمتحدة "استفزازاً". راجع ص8 وتراجع بيريز عن موقفه المتصلب من "الإهانة" التي وجهها اليه شارون، بعدما تبين له ان زملاءه في حزب العمل لم يأبهوا لمقاطعته جلسة الحكومة. ويبدو ان اللقاء أجل البحث فيه الى حين عودة عرفات من دمشق التي يصل اليها اليوم في زيارة تعتبر "تاريخية". ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي انان، الاجراءات الاسرائيلية بانشاء منطقة عسكرية عازلة في الجزء الشمالي من الاراضي الفلسطينية المحتلة بأنها "اجراء انفرادي واستفزازي، يتنافى مع الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين، ومن شأنه ان يقوّض الجهود الرامية الى ايجاد مخرج من الأزمة الراهنة"، حسب بيان باسمه أدلى به الناطق فرد ايكهارت، الذي قال: "ان الأمين العام قلق" من هذا الاجراء. وأشار الى ان خطة الفصل "ستفرض قيوداً اضافية على حركة الفلسطينيين". واضاف: "لدى اسرائيل قلق مشروع يمكن ازالته من خلال اجراء حاسم بالتوصل الى تسوية سلمية للنزاع بناء على قراري مجلس الأمن 242 و338". وتابع: "ان عقد اجتماع قريب ومثمر بين وزير الخارجية شمعون بيريز وعرفات سيكون خطوة مهمة في هذا الاتجاه". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل بشارون اثر تأجيل اللقاء ليحضه من جديد على ممارسة نفوذه لعقده. وشدد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في القدس على ضرورة عقده أيضاً. وقال في ختام لقائه شارون في اليوم الثاني من جولته "هذا اللقاء ملح لا من أجل تسوية كل المشكلات بل من أجل مباشرة خفض التصعيد". واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "ليس معارضاً من حيث المبدأ للقاء بيريز - عرفات، لكنه شدد على ان ذلك يفترض فترة هدوء، ولا يريد التفاوض، في كل الاحوال، تحت التهديد". في اسرائيل استبعد الوسط الحكومي ان تدفع الأزمة التي نشبت أول من أمس بين شارون وبيريز الى انسحاب وزراء العمل السبعة الآخرين من الحكومة.