اديس ابابا، اسمرة - رويترز، أ ف ب - ادعى كل من اثيويبا واريتريا أمس ان الحكم الذي اصدرته لجنة التحكيم الدولية في لاهاي في شأن ترسيم الحدود بين البلدين جاء لمصلحته وسط مشاعر بهجة في اديس ابابا وفرح محسوب في اسمرا. وقرع عشرات الالاف الطبول وغنوا ورقصوا في اديس ابابا أمس، ملوحين بالاعلام تعبيرا عن فرحهم بترسيم الحدود الذي اعتبروا انه اعاد اليهم ارضهم على حساب اريتريا. وكتب على لافتة رفعها متظاهر في احد ميادين اديس ابابا الرئيسية :"تضحيتكم لم تذهب سدى. صدر القرار العادل لمصلحة اثيوبيا". وكتب على لافتة اخرى "ايها الجندي البطل، سنتذكرك دائما ابنا باسلا لاثيوبيا ضحى بحياته من اجل قضية الوطن". وفي اريتريا كان المزاج اكثر هدوءا. وقال بعض السكان في اسمرا انهم مرتاحون الى ان الحكم الذي ابلغ الى الجانبين السبت ونشر على موقع الاممالمتحدة في شبكة "انترنيت" أمس الاحد سيساعدهم الان على مواصلة حياتهم. وتظل العلاقات بين البلدين سيئة بسبب ذكريات مقتل نحو 70 الفا سقط كثيرون منهم في حرب خنادق تشبه معارك الحرب العالمية الاولى. وادعى كل من البلدين الانتصار بعد صدور حكم ترسيم الحدود الذي جاء في 125 صفحة باعتباره خطوة نحو تعزيز السلام في منطقة القرن الافريقي بعد حربهما بين العامين 1998 و2000. وقال ديبلوماسيون ان كلتا الحكومتين تروجان لوجهتي نظر متعارضتين في شأن الحكم ليظهرا لمواطنيهما ان تضحياتهم لم تذهب سدى. واضافوا ان الحكم اعطى اريتريا مكاسب اقليمية مهمة في القطاع الغربي من الحدود، واعطى لاثيوبيا بعض المكاسب الرمزية في الوسط. واوضحت الحكومة الاريترية ان الحكم منحها الارض التي طالبت بها وانه يمثل انتصارا للشعبين. واوضحت في بيان ان "المنتصر الاكبر هو الشعب الاريتري، وان كثرت الخطب والبيانات الرنانة في اثيوبيا فان ما قيل وتردد خلال السنوات الاربع الماضية محفور في الذاكرة ولم ينس ولا يمكن ان ينسى". وافاد البيان ان اريتريا وافقت على قرار اللجنة الدولية واعتبرته "نهائيا ولا عودة عنه ونصرا للشعبين الاثيوبي والاريتري". واعتبرت اثيوبيا ان اللجنة اصدرت الحكم لمصلحتها في مجمل الاراضي المتنازع عليها. وصرح وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين في اديس ابابا ان "باديمي وضواحيها الجبهة الغربية سابقا وزالامبيسا وعيغا الجبهة الوسطى واليتانا واقليم ايروب شرق الجبهة الوسطى وبادا في العفر، الجبهة الشرقية اراض تتبع السيادة الاثيوبية وستظل كذلك". واضاف ان اريتريا "خسرت الحرب وخسرت امام لجنة الحدود". واحال اتفاق سلام وقعته الدولتان في كانون الاول ديسمبر العام2000 على الهيئة مهمة ترسيم الحدود من خلال فحص المعاهدات التي ابرمت في المرحلة الاستعمارية والقانون الدولي وما قدمه الجانبان من ادلة. وبين القضايا الاخرى الرئيسية بالنسبة لاثيوبيا مطالبتها بالسيطرة على ميناء عصب المطل على البحر الاحمر ومعارضة استقلال اريتريا عن اثيوبيا في العام 1993. وقال ديبلوماسي غربي في اديس ابابا ان الحكومة ستتخذ استعداداتها تحسبا لان تتذمر عناصر في المعارضة من ان الحكم لم يمنح اثيوبيا منفذا على البحر. واعتبر أن "هناك اقساما معينة في المعارضة ستظل تعتبر ان عصب مشكلة، وان الحكومة حريصة على ان تغلق النقاش في اسرع وقت ممكن". ويتمتع الجانبان بحق استئناف هذا القرار وحددت لهما مهلة مدتها شهرين لطلب توضيحات من المحكمة، ويفترض ان تتلقيا الرد على اي استفسار خلال مهلة 45 يوما. وسيتعاون 4200 من جنود حفظ السلام التابعين للامم المتحدة مع الجانبين لتطبيق القرار، وهم ينتشرون في منطقة عازلة بعرض 25 كيلومترا تفصل بين جيشي البلدين منذ توقيع اتفاق السلام في الجزائر. واعربت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان عن ارتياحها لقرار اللجنة، معتبرة انه يأتي "في وقت مناسب من عملية السلام بين البلدين".