الدوحة - أ ف ب - اعتبر ايمن الظواهري، الذراع اليمنى لزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن ان القضية الفلسطينية "ستظل محور الصراع الاساسي في قلب العالم الاسلامي والدافع الاكبر لجهاد المسلمين ضد اميركا"، نافيا ان تكون الغارات الاميركية تمكنت من تدمير تنظيم "القاعدة" وقوات "طالبان" في افغانستان. وقال الظواهري في بيان بثته محطة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان الحملة الاميركية "انتهت بعد شهر الى قتل اكثر من الف وستمئة مدني من الشيوخ والنساء والاطفال الابرياء وشردت الملايين من الافغان داخل وخارج افغانستان". وفي ما يأتي نص البيان: "باسم الله الرحمن الرحيم الصلاة، والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. "تمادى الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي جورج بوش اول من امس في تجاهل الحقائق الاساسية للصراع والتي اتفق العقلاء على انها الاسباب الرئيسية لما حدث في واشنطن ونيويورك وانتهى خطابه بتناقضات كثيرة ولكننا حرصا على الاختصار سنرد على اهمها. فلن نرد عليه بان المتطرفين الطالبان رفضوا تسليم المجرمين بينما اميركا هي التي رفضت احترام الشريعة الاسلامية وتقديم ادلتها لمحكمة اسلامية ولن نناقشه في وصفه لاعضاء القاعدة بالارهابيين متناسيا ما ارتكبه السلاح الاميركي من مذابح . ولن نناقشه في دعواه بعزلة القاعدة بالرغم من التظاهرات الكاسحة التي امتدت على طول العالم الاسلامي وهي تطالب بالقصاص من اميركا، ولن نناقشه في ما زعمته اميركا من حماية مسلمي البوسنة رغم ان السلاح الاميركي هو الذي منع وصول السلاح والدعم لهم ليذبحهم الصرب السفاحون، ولن ننقاشه في تواطئ اميركا مع الهندوس في الهند وكشمير ولا في موقفها الظالم في تقسيم اندونسيا. ولا نناقش بوش في ما زعمه اول من امس من انه يخوض حربه دفاعا عن حرية التعبير في الوقت الذي يطالب فيه بحظر بياناتنا وتصريحاتنا. لا نناقشه في كل هذا لكننا سنركز ردنا على قضية واحدة واضحة بينة نعتبرها المحور البارز في الخلاف والصراع القائم بين المسلمين واميركا وسنناقشه حول الجريمة الاميركية - الاسرائيلية المستمرة في فلسطين منذ اكثر من خمسين عاما. فمن المثير للدهشة والسخرية والازدراء في خطاب بوش البارحة وكذلك في الرد الرسمي ادارة الخارجية الاميركة المقروء على لسان كريستوفر روس في يوم السبت الفائت ان كليهما لم يذكرا حرفا واحدا عن فلسطين بل وعندما نوقش كريستوفر روس في ذلك كان رده عذرا اقبح من ذنب، فقد ادعى ان الحكومة الاميركية ترعى المفاوضات بين العرب واسرائيل منذ عشر سنوات. ثم عقب على ذلك بان هذا السؤال يعتبر خروجا عن الموضوع. ان هذا الاسلوب يدفع المسلمين بلا شك الى مزيد من القناعة بان الادارة الاميركية لن تغير سياستها المجرمة تجاه فلسطين. واذا كان الحديث عن فلسطين وهي القضية المركزية للمسلمين منذ اكثر من خمسين عاما، بل وهي المحرك الرئيسي لمعظم الاحداث في قلب العالم الاسلامي واحداث واشنطن ونيويورك، اذا كان الحديث عنها خروجا عن الموضوع اذن فلا سبيل الا الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين من اليهود الاميركان واذا كانت المفاوضات المستمرة منذ عشر سنوات بين السلطة الفلسطينية واليهود تحت رعاية اميركا لم تصل بنا الا الى مزيد من القتل والعدوان على شعبنا المسلم في فلسطين والا الى مزيد من المحاولات المتكررة لهدم المسجد الاقصى فمتى سنصل الى تحرير فلسطين ومتى سنحصل على حقوق المسلمين في فلطسين ومتى سنوقف العدوان على المسجد الاقصى، متى بعد عشرة قرون من المفاوضات تحت رعاية اميركا؟ ان المماطلة في اعطاء الحقوق هي عقيدة يهودية عند اليهود وافقت عليها السياسة الخارجية الاميركية. كيف يمكن ان ننسى ان اسرائيل التي تباركها وتدعمها اميركا قامت ابتداء من اسمها على اساس ديني، فاسرائيل نبي من انبياء الله عليهم الصلاة والسلام. وتحارب اسرائيل على اساس ديني وتستولي على بلادنا وتقتل اطفالنا ونساءنا على اساس ديني وتعتبر القدس عاصمتها الابدية على اساس ديني وتدعو اميركا لنقل سفارتها الى القدس على اساس ديني ثم تدعي اميركا بعد ذلك ان حملتها ضد الجهاد الذي تسميه بالارهاب دفاعا عن اسرائيل ليست حربا دينية. واذا كان بوش يزعم اننا لا نحترم النفس الانسانية وانه يخوض هذه الحرب دفاعا عن هذه النفس فهل تناسى وهو يلقي خطابه ما فعلت اميركا في هيروشيما ونغازاكي وهل تناسى كيف قتل محمد الدرة رحمه الله واخوانه بالسلاح الاميركي. كيف يمكن ان ننسى صورة محمد الدرة وهو يقتل عمدا وقصدا بسلاح اميركا واميركا لا تحرك ساكنا. ان صورة محمد الدرة قد صارت رمزا حيا في وجدان كل مسلم ينادي بالقصاص لكل من شارك في هذه الجريمة وعلى رأسهم اميركا. ان التجاهل الاميركي الرسمي في خطاب بوش وفي بيان وزارة الخارجية الاميركية لمأساة فلسطين لا يمكن ان يمحو من اذهان المسلمين صور مئات الالاف من القتلى والجرحى والمعوقين وملايين المشردين في فلسطين. ان القضية الفلسطينية وعلى وجه التحقيق الجريمة الاسرائيلية - الاميركية في فلسطين ستظل محور الصراع الاساسي في قلب العالم الاسلامي والدافع الاكبر لجهاد المسلمين ضد اميركا. وتتجاهل اميركا جرائمها في فلسطين كما يحلو لها وتتجاهل نصائح زعماء العالم لها لان جذور الارهاب كما يسمونه تكمن في مشكلة فلسطين وتبقى اميركا سائرة في غيها ووهم قوتها واستكبارها. ولكننا نؤكد لها اننا ماضون في جهادنا باذن الله حتى نحرر مقدساتنا من العدوان الاميركي - اليهودي من فلسطين ... وسائر بلاد الاسلام وان قوتها لا تزن شيئا عندنا في جانب قوة الله تعالى العلي الجبار المنتقم، بل ان قوتها هذه ستكون كارثة عليها باذن الله. والادارة الاميركية ومن ورائها الاعلام الاميركي يصف المجاهدين بالارهابيين. فبوش في خطابه امس وكريستوفر روس في بيان وزارة الخارجية من قبله وصفانا بالارهابيين رغم ان الاعلام الاميركي والغربي كان يصفنا واخواننا الافغان المدافعين عن الحرية لما كنا نقاتل روسيا الشيوعية دفاعا عن اطفال المسلمين في افغانستان. ثم لما قمنا نحن انفسنا بالدفاع عن الاطفال المسلمين في فلسطين وصفنا بالارهابيين. واليوم تصرح مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس بان بوش لن يقابل ياسر عرفات لانه لا يقوم بواجبه في محاربة الارهابيين وتقصد بهم اخواننا المجاهدين في فلسطين. فلتصفنا اميركا بما تشاء فان الحق باق وباطلها زائل وحملتها فاشلة بعون الله. وبوش وهو يكذب على شعبه دفاعا عن هذه الحملة يدعي انه قد دمر تنظيم القاعدة ومزق خطوط الطالبان. ولكن العالم كله يسخر من اكاذيبه وهو يرى حملته العسكرية الجرارة قد انتهت بعد شهر الى قتل اكثر من الف وستمئة مدني من الشيوخ والنساء والاطفال الابرياء وشردت الملايين من الافغان داخل وخارج افغانستان في برد الشتاء القارس دون ان تقدم اميركا دليلا وحتى اتهاما من محاكمها التي لا نعترف بها. فلتحصد اميركا ما استطاعت ان تحصد ولتكذت ما تريد ان تكذب فان العالم كله سيعلم بعد الضربات القادمة باذن الله من الكاذب منا ومن الصادق".