سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استنكاراً للهجوم العسكري على الشعب الفلسطيني واحياء ل"يوم الأرض" . تظاهرات في غالبية المدن العربية في اسرائيل "وكتلة السلام" الاسرائيلية تحتج أمام وزارة الدفاع
الناصرة - "الحياة" - شارك أكثر من عشرة آلاف من فلسطينيي 1948 في تظاهرة احتجاج صاخبة صباح أمس جابت شوارع بلدة كفر كَنّا قضاء الناصرة استنكاراً للهجوم الاسرائيلي العسكري على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وإحياء للذكرى ال26 ل"يوم الأرض". وشاركت في التظاهرة وفود واسعة من قوى اسرائيلية سلامية ويسارية. وحمل المتظاهرون صور الرئيس ياسر عرفات وأعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها "الاحتلال هو الارهاب" و"يا سفاح الأطفال نحن شعب الأبطال" و"للقدس رايحين شهداء بالملايين". ونددت الحناجر بالصمت العربي المريب وعجز الأنظمة العربية عن مواجهة العدوان الاسرائيلي. وهتفت مئات المتظاهرات للأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله ونددن بالمجازر التي ارتكبها رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون ضد الشعب الفلسطيني لعقود طويلة من الزمن. وندد رئيس بلدة كفر كنا واصل طه بالعدوان الجديد، لافتاً الى أن حكومات اسرائيل المتعاقبة بزعامة "ليكود" أو "العمل" على حد سواء ارتكبت المجازر بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف ان شارون هو رأس الارهاب، مشيداً بدفاع الفلسطينيين البطولي أمام مجنزرات جيش الاحتلال وطائراته الأميركية. وخاطب الرئيس الفلسطيني بالقول: "يا جبل ما يهزك ريح والشعب الفلسطيني بأسره مستعد للشهادة". وقال رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل شوقي خطيب ان الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل يواجه أصعب معركة في تاريخه الطويل يريد منها شارون حرق الأخضر واليابس: "انها ضربة رجل يائس تجاوز كل الخطوط الحمر والمواثيق الدولية والانسانية". وزاد: "نقول ان شارون، جزار صبرا وشاتيلا، لم يتغير ونقول ايضاً ان شعبنا البطل لن يتغير ويبقى مارداً حتى يحقق أمانيه ويستعيد حقوقه". وأضاف ان التظاهرة "تطلق صرخة مليون عربي في الداخل يحذرون شارون وحكومته من نتائج النيل من الرئيس الفلسطيني: كل فلسطيني هنا هو ياسر عرفات". ودعا زعماء الدول العربية الى التحرك لمواجهة ممارسات حكومة شارون. وقال عزمي بشارة لوكالة "فرانس برس" ان "شارون أخذ الشعب الفلسطيني وقيادته رهائن الى أن يقبلوا بالشروط الاسرائيلية السياسية التي يريد املاءها عليهم". وشهدت غالبية البلدات العربية تظاهرات احتجاجية وأغلق ملثمون الشارع الرئيسي في مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية في الداخل، واعتقلت الشرطة، التي استعدت بأعداد كبيرة، ستة شبان. وفي النقب حيث يتهدد الأراضي العربية المتبقية خطر المصادرة، تظاهر عصر أمس الآلاف إحياء لذكرى "يوم الأرض" وحولوها الى تظاهرة احتجاج صاخبة رفعوا فيها أعلام فلسطين وصور الرئيس الفلسطيني وقادة التنظيمات الفلسطينية المختلفة وصور الأمين العام ل"حزب الله". وحذر المتظاهرون الحكومة من المس بالرئيس الفلسطيني ومن محاولات ترحيل عرب النقب ومصادرة أراضيهم. وكان الاضراب الشامل عم البلدات العربية داخل اسرائيل بقرار من لجنة المتابعة العليا، وهي الهيئة التمثيلية العليا لعرب الداخل. ومساء أمس تظاهر العشرات من ناشطي "كتلة السلام" الاسرائيلية قبالة وزارة الدفاع في تل أبيب استنكاراً للهجوم على المدن الفلسطينية ومقر الرئيس الفلسطيني. وشارك في التظاهرة ممثلو 1000 من رجال الفكر الاسرائيليين الذين وجهوا عريضة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان طالبوه فيها بإقرار ارسال قوات دولية الى المناطق المحتلة "ووضع حد لجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في رام الله". ودعت "كتلة السلام" جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم بناء لقرار الحكومة الاسرائيلية، الى حرق أوامر التجنيد كما فعل الجنود الأميركيون الذين استدعوا للمشاركة في حرب فيتنام "لأن الجندي الوفي لدولة اسرائيل والقلق على مصيرها ومستقبلها هو من يرفض قطعاً المشاركة في حرب ارييل شارون وهي ليست حرب اسرائيل، انها ليست حرباً دفاعية انما حرب احتلال لن تضع حداً للعمليات والهجمات الفلسطينية بل ستزيدها وتؤدي الى الدمار والقتل المريعين".