انحفضت أصول صناديق الإستثمار الأميركية في شهر شباط فبراير الماضي وللشهر الثاني على التوالي بسبب الأداء السلبي لهذه الصناديق التي راوحت خسائر أكثرها شهرة، وهي الصناديق المرتبطة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بين 2 و2.5 في المئة منذ بداية السنة الجارية. كشف معهد الإستثمار الأميركي في تقريره الشهري الذي يمثل صناعة صناديق الاستثمار الأميركية أن إجمالي أصول الصناديق الاستثمارية بلغ في شباط 6.920 تريليون دولار منخفضاً بمقدار 51 بليون دولار مقارنة بكانون الثاني يناير الماضي، الذي سجل بدوره انخفاضاً في هذه الأصول بمقدار يقترب من خمسة بلايين دولار. وعكس انخفاض الأصول استمرار أزمة الأسهم الأميركية، لاسيما أسهم شركات التكنولوجيا، وفشلها في تعويض الخسائر الضخمة التي تكبدتها في مدى العامين الماضيين وامتدت تداعياتها إلى الصناديق الاستثمارية الأميركية. وصب المستثمرون غضبهم على صناديق الاستثمار في الاسهم التي فقدت زهاء 65 بليون دولار من استثماراتها، ليرتفع إجمالي السحوبات في شهرين متتاليين إلى 110 بلايين دولار وتنخفض اصولها بالتالي من 3.418 تريليون دولار في بداية كانون الأول ديسمبر إلى 3.308 بليون دولار في بداية شباط. وتحولت بعض السحوبات إلى صناديق الاستثمار المخصصة للأدوات المالية مثل صناديق السندات الفيديرالية، التي ارتفعت أصولها بمقدار 10 بلايين دولار في شباط وبمقدار 27 بليون دولار منذ كانون الأول، لكن التدفقات الاستثمارية الجديدة تراجعت بحدة إذ تلقت الصناديق السهمية في شباط 4.69 بليون دولار من الإستثمارات الجديدة مقارنة بزهاء 20 بليون دولار في كانون الثاني. وتأثر الاستثمار في الاسهم المحلية والدولية بالتطورات السلبية، إذ انخفضت التدفقات الجديدة على الصناديق التي تستثمر أصولها محلياً من 16.40 بليون دولار في كانون الثاني إلى 7.58 بليون دولار في شباط، فيما سجلت الصناديق التي تستثمر أصولها في الأسواق الدولية في شباط سحوبات بمبلغ يقترب من ثلاثة بلايين دولار مقارنة بتدفقات بمبلغ 3.65 بليون دولار في كانون الثاني. ولمحت التقارير الأسبوعية التي يصدرها معهد الاستثمار ويغطي أحدثها الإسبوع الماضي إلى حدوث سحوبات ملموسة من صناديق الأدوات المالية، بما يشير إلى احتمال تحسن أوضاع صناديق الاستثمار في الاسهم في آذار مارس للاستفادة من الأداء القوي لمؤشر "داو جونز" الصناعي. وأنهى مؤشر الأسهم الممتازة الفصل الأول مرتفعاً بنسبة 3.8 في المئة، كما عوض مؤشر "ستاندرد آند بورز" بعض خسائره واستقر منخفضاً بنسبة تزيد قليلاً على نصف في المئة فيما خسر مؤشر "ناسداك" المجمع أزيد من خمسة في المئة. وانعكس أداء "ناسداك" بحدة على صناديق أسهم الاتصالات التي بلغت خسائرها زهاء 18 في المئة في المتوسط، بينما بلغت خسائر صناديق أسهم الصحة والتقنيات الحيوية قرابة ثمانية في المئة وراوحت خسائر صناديق التكنولوجيا بين 2.5 في المئة لأسهم الشركات الصغيرة و3.9 في المئة لأسهم الشركات المتنوعة. وحققت الصناديق الإستثمارية مكاسب ملموسة في بعض القطاعات مثل المصادر الطبيعية 11 في المئة والعقار تسعة في المئة وجنت صناديق الذهب أرباحاً قوية 35 في المئة وخرجت الصناديق التي تستثمر أصولها في أسهم شركات الأسواق الناشئة بأرباح راوحت بين 9.5 في المئة في أميركا الجنوبية المكسيك والبرازيل و12 في المئة في آسيا باستثناء اليابان. لكن تحقيق الأرباح انحصر إلى حد كبير في الصناديق ذات الأصول المحدودة.