واصل الطلاب المصريون التظاهر أمس احتجاجاً على عدم طرد السفير الاسرائيلي والابقاء على سفارة الدولة العبرية في القاهرة على رغم الاجراءات الأمنية المشددة. وتركز الاهتمام لليوم الثاني أمس على جامعة الاسكندرية، وكانت التظاهرات فيها الاكبر خصوصاً بعد الصدامات التي وقعت في الجامعة اول من امس بين الطلاب وقوات الامن واسفرت عن مقتل طالب واصابة عشرات. واستمرت التظاهرات الاحتجاجية ضد السياسات الاميركية في بقية الجامعات واماكن اخرى، وكانت من بينها تظاهرة نسائية جرت أمام السفارة الاميركية في القاهرة. واشرفت الشرطة على جنازة الطالب محمد علي السيد السقا الذي سقط في صدامات جامعة الاسكندرية ومنعت الطلاب من المشاركة في الجنازة التي تمت فجر امس. وتجمع الطلاب منذ الصباح في مجمع الكليات النظرية في الجامعة وصلوا صلاة الغائب على روح زميلهم ثم بدأوا في التظاهر وأحرقوا مجدداً العلمين الاميركي والاسرائيلي . واصدرت وزارة الداخلية بياناً أكدت فيه أنها "تتفهم تماماً المشاعر الغاضبة للمواطنين والابناء من الطلاب نتيجة العدوان الاسرائيلي البربري على الشعب الفلسطيني"، إلا انها اكدت أن حرية التعبير عن الرأي "يجب أن لا تتداعى في انفعال هيستيري لتمس مصالح الآخرين". وألقت السلطات القبض على 59 طالباً احالتهم على النيابة التي باشرت التحقيقات معهم واتهمتهم بالتخريب العمد واتلاف الممتلكات العامة والخاصة ومقاومة السلطات. وانتقلت تداعيات أحداث جامعة الاسكندرية الى البرلمان الذي قرر تكليف لجنة الامن القومي عقد جلسة عاجلة واعداد تقرير عن الصدامات. وشهد البرلمان مشادة حادة بعد بيانات ألقاها وزراء ما أدى الى طرد أحد نواب جماعة "الاخوان المسلمين" من القاعة. وكان وزير شؤون البرلمان السيد كمال الشاذلي عزا الصدامات الى "اندساس بعض مثيري الشغب". لكن نواباً مستقلين ومعارضين سجلوا تحفظهم على الاعلان الحكومي وطالبوا بالرد عليه ما أدى الى توتر الاوضاع وتصاعدها داخل الجلسة بصورة غير مسبوقة وسط صياح نواب جماعة "الاخوان المسلمين" واصرارهم على التعليق. وتبادل معهم بعض اعضاء الحزب الوطني الحاكم التلاسن والصراخ ما أدى الى توقف المناقشات التي كانت دائرة، وصوت غالبية النواب على طرد النائب السيد حزين من "الاخوان" من القاعة ومنعه من اكمال الجلسة. غير أن مشاورات عاجلة تجاوزت الازمة اذ امتثل للقرار وقدم اعتذاراً عما حدث بعد خروجه ليصوت البرلمان مجدداً بالموافقة على عودته للقاعة.