شددت المحادثات الايرانية - السورية في طهران امس على مواقف مشتركة، بينها دعم الانتفاضة الفلسطينية، ودعم القمة العربية المقرر عقدها في بيروت، ورفض اي ضربة اميركية للعراق وعدم التعاون في ذلك مع واشنطن. وسلم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الرئيس الايراني محمد خاتمي رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد عن الأوضاع المتوترة في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية. وعلمت "الحياة" من مصادر سورية وايرانية ان دمشق اكدت لطهران رفضها التهديدات الاميركية الأخيرة ضدها، فيما بدا ان ايران تراهن على موقف عربي قوي في القمة العربية ضد اسرائيل ودعم الانتفاضة ورفض النظرة الاميركية الأحادية الجانب في التعامل مع القضايا الدولية. في موضوع العراق اكد الجانبان رفض أي عمل عسكري اميركي ورفض التعاون مع واشنطن في أي ضربة محتملة للعراق. ويتوقع السوريون ان مثل هذه الضربة قد تحصل، فيما يراهن الايرانيون على ظهور معطيات جديدة منها استجابة العراق لتطبيق القرارات الدولية وبالتالي سحب الذريعة من ايدي الاميركيين. وحظيت المبادرة السعودية التي قدمها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز باهتمام بارز في المحادثات، فأكد الشرع اتفاق وجهتي النظر السعودية والسورية في الجوهر على أفكار هذه المبادرة، وشدد على ان أي سلام في المنطقة لا يمكن ان يتحقق إلا بانسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وبالانسحاب من الجولان وما تبقى من الأراضي المحتلة في جنوبلبنان، واعتراف اسرائيل بحق الفلسطينيين في تقرير المصير واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين. ورداً على سؤال ل"الحياة" قال الشرع في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الايراني كمال خرازي: "ان القمة العربية مهمة جداً لأنها تأتي في ظرف دقيق، فهناك مجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وهناك برنامج لترحيل الفلسطينيين وهذا خطر كبير، وهذا أمر غير مقبول عربياً واسلامياً وانسانياً". وأضاف ان "القمة العربية ستكشف نوايا اسرائيل على حقيقتها وانها دولة لا تريد السلام لأنها رفضت المبادرة السعودية حتى قبل الاطلاع عليها".