دمشق، جدة، طهران، بروكسيل، واشنطن - "الحياة"، رويترز، واس - تسلم الرئيس بشار الاسد امس رسالة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني تتعلق بالقمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري في بيروت، ذلك عشية توجه الاسد الى الرياض اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للبحث في المبادرة السعودية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وقال مصدر رسمي سوري ان رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب نقل رسالة الملك عبدالله في حضور وزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والاردني مروان المعشر. وعلمت "الحياة" ان الاردن يسعى الى "اقناع سورية بتبني المبادرة السعودية في القمة العربية"، علما ان دمشق لم تعلن موقفاً رسمياً من المبادرة السعودية لكنها ركزت في خطابها الرسمي على "عدم وجود اي خلاف مع السعودية، وعلى ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية والتشديد على حق العودة للشعب الفلسطيني". من جهة أخرى، أفادت مصادر الديوان الملكي الأردني ان الملك عبدالله الثاني سيقوم اليوم بزيارتين "أخويتين" الى كل من البحرينوالامارات العربية المتحدة، يجري خلالهما محادثات مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول عدد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب المصدر نفسه. الاتحاد الاوروبي الى ذلك، يسعى الاتحاد الاوروبي الى إقناع الولاياتالمتحدة بدعم مبادرة السلام التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. ووصل خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الى واشنطن أمس لحض الادارة الاميركية على التمسك بالمبادرة السعودية للتوصل الى تسوية للنزاع في الشرق الأوسط. ومن المقرر ان يكون سولانا، الذي قام بجولة في الشرق الأوسط الاسبوع الماضي اجرى خلالها محادثات مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، اجتمع أمس في واشنطن مع مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول. وقالت الناطقة باسم الاتحاد الاوروبي كريستينا غالاتش ان سولانا سيضغط من اجل تعاون دولي أوثق للبناء على خطة ولي العهد السعودي التي تنص على ان تطبع الدول العربية العلاقات مع اسرائيل مقابل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها في حرب 1967. واضافت ان "الأمير عبدالله مصمم على المضي قدماً في خطته ويرغب في ان نستكشف مواقف الولاياتالمتحدة تجاهها". وقال الناطق باسم اللجنة الاوروبية للشؤون الخارجية غونار ويغاند في مؤتمر صحافي أمس: "هناك خطة سعودية ستعلن اثناء القمة العربية في بيروت نأمل بأن تحظى بمساندة الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية". وسينتقل سولانا اليوم الى نيويورك لاطلاع الأمين العام للامم المتحدة على نتائج محادثاته في الشرق الاوسط ومناقشة جهود السلام المشتركة في المنطقة والبلقان. وأشاد السناتور جوزيف ليبرمان، وهو عضو في مجلس الشيوخ الأميركي ومرشح سابق لمنصب نائب الرئيس، بمبادرة الأمير عبدالله، ووصفها أول من أمس بأنها "تطور له دلالته"، ودعا الولاياتالمتحدة الى "اغتنام هذه الفرصة بارسال موفد دائم رفيع المستوى ليبقى في الشرق الاوسط يستفيد من خطة الأمير عبدالله وسيلة لبدء المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي الاوسع". واضاف "هذه لحظة تنطوي على فرصة لا ينبغي ان نضيعها". وامتنعت طهران عن تحديد رأيها النهائي بشأن مبادرة ولي العهد السعودي، لكن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أكد انه "لا يوجد أدنى شك في النيات الحسنة" للأمير عبدالله، معلناً عدم معرفة طهران "معلومات دقيقة عن فحوى المبادرة". واعتبر خرازي ان "شرط نجاح أي مبادرة للتسوية في الشرق الأوسط والوصول الى حل عادل وشامل في المنطقة هو ان نأخذ في الاعتبار النقاط الأساسية في الأزمة الفلسطينية: التحرير الكامل للأراضي المحتلة وعودة اللاجئين الى ديارهم وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم". المؤتمر الاسلامي ورحب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عبدالواحد بلقزيز بمبادرة ولي العهد السعودي، معتبراً ان فرص نجاحها كبيرة في ظل الدعم الدولي والاقليمي الذي حظيت به. وذكر بيان صادر عن المنظمة أمس ان "المبادرة تدخل في اطار نهج السلام الذي اتخذته الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي عبر قرارات مؤتمراتها"، ووصف المبادرة بأنها "واضحة وشاملة وقابلة للتطبيق حيث تضع اسساً للحل الشامل في المنطقة". وجاء في البيان ان "الفرصة التي توفرها المبادرة تتطلب العمل بجدية لانجاحها"، موضحاً ان "الدور المهم في هذا الشأن يعود للولايات المتحدة للعمل على تحقيق أهداف هذه المبادرة". ورحبت الجزائر بمبادرة الأمير عبدالله، وقال وزير الدولة الجزائري للشؤون الخارجية عبدالعزيز بلخادم في تصريح للاذاعة الجزائرية: "ان هذه المبادرة موضع ترحيب من الجزائر التي تريد أن ترفع المعاناة والغبن عن الشعب الفلسطيني"، وأضاف ان اقتراحات ولي العهد السعودي تتفق مع مقررات مؤتمر مدريد للسلام الذي أقر مبدأ "الارض مقابل السلام".