أحمد آباد الهند - رويترز، أ ف ب - خفت في الهند امس، حدة اعمال العنف الطائفية بين الهندوس والمسلمين وهي الاسوأ منذ عشرة اعوام، الا ان عدد الضحايا اقترب من 500 قتيل بعد انتشال عشرات الجثث من تحت الانقاض. وفي اكثر الحوادث دموية، اضرمت الحشود النار في اربعة اشخاص احياء في بلدة بالامبور في ولاية غوجارات واطلقت الشرطة النار لتفريق المهاجمين وقتلت احدهم. وقال مسؤول امني رفيع ان عدد ضحايا اعمال العنف في غوجارات ارتفع الى 478 قتيلاً من بينهم 58 احرقوا احياء، عندما اضرم حشد يشتبه بانه من المسلمين النار في قطار يقل ناشطين من الهندوس، ما اثار موجة من عمليات القتل الانتقامية. وكان الهندوس عائدين من بلدة ايوديا في اطار حملة لبناء معبد في موقع المسجد البابري الذي هدمه الهندوس عام 1992، ما فجر في حينه اضطرابات طائفية قتل فيها الآلاف. وقال المسؤول اشوك نارايان ان "الرقم ارتفع ليس بسبب وقوع حوادث جديدة ولكن لورود انباء عن انتشال جثث من مناطق مختلفة". وكانت الحصيلة الرسمية تحدثت اول من امس عن نحو 350 قتيلاً. وسيرت قوات الجيش دوريات في شوارع أحمد آباد التي سادها هدوء نسبي والمناطق الحساسة الاخرى في الولاية، لكنها لم تنتشر بعد في القرى. وروى الضحايا قصصاً مخيفة عن مجازر وحضوا الحكومة على التحرك. وقال السائق ثوداجي براغاباتي 46 عاماً وهو يرقد على سريره في المستشفى ان "الهندوس والمسملين اصيبوا بالجنون والا لماذا يقتل الناس بعضهم البعض؟". وروى بكر شيخ 31 عاماً انه شاهد اسرته تقتل حين احرق 65 مسلماً احياء. وقال: "رأيت أبي وأمي واختي يحرقون احياء، وعلى رغم طلب المساعدة لم يهب احد لانقاذنا". وزار وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني الضحايا في المستشفى في احمد اباد وقال للصحافيين: "ستبذل الحكومة قصارى جهدها لضمان اقرار السلام في غوجارات". واقتصرت اعمال القتل حتى الآن على هذه الولاية بعدما حشدت حكومات الولايات في الهند ثاني اكبر بلاد العالم من حيث تعداد السكان، عشرات الآلاف من قوات الامن بعد حادث القطار. ووقعت احداث متفرقة امس، لكن لم تقع اي حوادث ذات شأن. وخفف حظر التجول في بعض المناطق. وسقط عدد كبير من القتلى واحرقوا احياء حين هاجمت حشود غاضبة متاجر ومنازل المسلمين. وأعلن وزير الدفاع جورج فرناندس الذي اشرف على انتشار نحو ثلاثة آلاف جندي في اربع مدن من الولاية، ان لواء كاملاً سيضاف الى هذا الانتشار لضمان الامن في مقاطعات اخرى حيث تتواصل اعمال العنف لا سيما في المناطق الريفية. وقتلت الشرطة 80 شخصاً بالرصاص اثناء محاولتها فرض النظام. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان بريطانياً قتل وان اثنين في عداد المفقودين. ويذكر ان معظم المهاجرين الهنود المقيمين في بريطانياوالولاياتالمتحدة من ولاية غوجارات البالغ تعداد سكانها 65 مليون نسمة. مناشدات اقليمية وناشد الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحكومة الهندية اول من امس بذل مزيد من الجهد لحماية الاقلية المسلمة. وقال: "الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الهندية لحماية الاقلية المسلمة التي كانت هدفاً لهندوس متطرفين وارهاب، في حاجة الى تعزيز". كذلك دعت ايران الحكومة الهندية الى ضبط النفس حيال المواجهات العنيفة بين المسلمين والهندوس. ونقلت الاذاعة الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قوله: "نأسف لهذه المواجهات ونطلب من الحكومة الهندية ضبط النفس". وطلب آصفي ايضاً من السلطات الهندية "تسوية هذه المشكلة بالطرق السلمية".