بدأت نيابة أمن الدولة العليا في مصر تحقيقات مع عدد من الاصوليين الذين تسلمتهم السلطات المصرية من الخارج، عقب احداث ايلول سبتمبر الماضي. وقال محامي الجماعات الاسلامية منتصر الزيات ان اصوليين اثنين سلمتهما اذربيجان يخضعان لتحقيقات عن نشاطتهما في الخارج، هما عبد الفتاح عرفة ومحمود ابراهيم النجمي، مشيراً الى أن النيابة اتهمت الاول بالاشتراك في عضوية "الجماعة الاسلامية" ومدها بمعونات مالية اثناء وجوده في الخارج و تزوير أوراق رسمية. ونفى الزيات صحة هذه الاتهامات، مشيرا الى أن موكله تردد على القاهرة مرارا، خلال السنوات الماضية، من دون أن توقفه اجهزة الامن، وأنه تردد على اذربيجان لمتابعة مشاريع اقتصادية اقامها هناك، وانه فوجئ بالقبض عليه وترحيله الى القاهرة من دون أن يتم التحقيق معه. ووجهت النيابة الى النجمي تهمة "الاشتراك في عضوية تنظيم "الجهاد" المصري. ومعروف أنه اتهم بالانتماء الى التنظيم العام 1981 وحوكم غيابياً في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات. وقضت المحكمة وقتها بانقضاء الدعوى وتأجيلها الى اجل غير مسمى. وظل خارج البلاد حتى قبض عليه أخيراً ورحِّل الى مصر. ونفى النجمي وجود أي صلة له بأي تنظيمات دينية كما نفى صلته بأي من قادة جماعة "الجهاد". وقال انه اقام فترة طويلة في اليمن قبل ان ينتقل الى اذربيجان حيث عمل في احدى هيئات الاغاثة هناك. وأكد أنه كان ينوي العودة الى مصر طواعية وان السلطات هناك قبضت عليه، بينما كان يستعد للعودة. وقال الزيات "أن لوائح الاتهام في كل قضايا العنف الديني طوال العشرين عاماً الاخيرة خلت من اسمي المتهمين، سواء تلك المتعلقة بالجماعة الاسلامية أو الجهاد مما يقطع بعدم وجود صلة لهما بأي أعمال تنظيمية"، مطالبا باطلاقهما. لكن النيابة رفضت الطلب وقررت حبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيق بعد انتهاء فترة اعتقالهما التي صدر بها قرار اداري من وزارة الداخلية. وتعد أذربيجان في مقدم الدول التي ابدت تجاوباً مع المطالب المصرية بتسليم الاصوليين المصريين المقيمين في الخارج، وهي كانت سلمت القاهرة عقب احداث أيلول سبتمبر الماضي ثلاثة آخرين يرجح أنهم من عناصر "الجماعة الإسلامية". ومعلوم أن السلطات الاذربيجانية سلمت القاهرة العام 1998 الرجل الثاني في جماعة "الجهاد" احمد سلامة مبروك الذي حوكم حضورياً في قضية "العائدون من ألبانيا" التي ضمت 107 من أبرز قادة جماعة "الجهاد" على رأسهم ايمن الظواهري الذي صدر في حقه حكم غيابي بالإعدام في حين صدر ضد مبروك حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة. وتأمل مصر في تسلم أصوليين آخرين سعت منذ سنوات لاستلامهم، وبين هؤلاء اثنان محتجزان في كندا هما محمود السيد جاب الله ومحمد زكي محجوب، بعدما قضت محكمة كندية بتسليمهما إلى مصر لكنهما لجآ إلى المحكمة العليا هناك للطعن في الحكم، وسعيد مخلص الموجود في أوروغواي والذي قضت محكمة في مونتفيديو بتسليمه أيضاً لمصر.