رفضت إسرائيل أمس "مبادرة السلام" العربية واعتبرت أن تطبيقها سيؤدي إلى تقويض الدولة اليهودية وقيام "دولتين فلسطينيتين". فيما رحبت الولاياتالمتحدة بها، معلنة أنها "ايجابية يمكن البناء عليها"، وطالبت ب"خفض العنف أولاً". وأشاد الرئيس جورج بوش بخطاب ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، آملاً في موافقة "زعماء آخرين في المنطقة على الخطة"، كما رحبت بها فرنسا واعتبرتها "حكيمة"، بعدما انتقدت السلوك اللبناني والسوري في اليوم الأول للقمة. وطالبت بريطانيا إسرائيل بالتجاوب معها، ودانت "بشدة" عملية نتانيا. في تل أبيب، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نخشون أمس لوكالة "فرانس برس" إن خطة السلام السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت "غير مقبولة" بشكلها الحالي، لأن من شأنها أن تدمر الدولة اليهودية. وأضاف: "لا يمكننا القبول بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فهذا سيؤدي إلى قيام دولتين فلسطينيتين". في واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض غوردون غوندري إن الإدارة الأميركية ترحب ب"القرار الذي صدر بالاجماع عن القمة"، وأضاف ان الرئيس جورج بوش "يشيد بخطاب الأمير عبدالله ويأمل أن يوافق زعماء آخرون في المنطقة على الخطة". واعتبر مسؤول أميركي آخر، طالباً عدم نشر اسمه، ان "مبادرة السلام العربية تطور ايجابي يمكن البناء على أساسه". وأضاف ان الأمر "مشجع فلا أحد يتذكر أن القادة العرب جلسوا، سابقاً، حول طاولة للتحدث عن تحقيق سلام مع إسرائيل... هذا ما نحتاج إليه لكننا نريد أيضاً خفض العنف". وأصدرت الخارجية الفرنسية بياناً أمس أشادت فيه ب"مبادرة السلام المبنية على اقتراحات ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز"، واعتبرتها "مساهمة ايجابية في الجهود المبذولة لتحقيق السلام". ووجه البيان نداء إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية ل"اغتنام هذه الفرصة" التي أتاحتها المبادرة. وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو انتقد "التصرفات والمواقف" التي واكبت افتتاح القمة، وأشاد ببعد النظر الذي أبداه الأمير عبدالله. وقال إن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين كان وجه عشية القمة رسائل إلى نظرائه العرب ل"تأكيد الأهمية التي توليها فرنسا للاقتراحات الحكيمة والعادلة الصادرة عن ولي العهد السعودي". وزاد ان فيدرين أكد أيضاً في رسائله أن "فرنسا على قناعة بأن الموقف العربي الموحد والمؤيد للاقتراحات السعودية يشكل مساهمة مفيدة في الجهود المبذولة لإعادة احياء الأمل بالسلام في الشرق الأوسط". في لندن، رحب الناطق باسم الخارجية البريطانية بالمبادرة، وقال: "نلح على إسرائيل بالرد ايجاباً على الضمانات التي قدمتها الدول العربية لأمنها". وأضاف ان قرارات القمة العربية "تدعم الخطوط العريضة لتسوية مبنية على أساس قرارات مجلس الأمن، وهذا يعني الاعتراف بدولتين: إسرائيل وفلسطين تعيشان ضمن حدود آمنة معترف بها". وزاد ان "التقدم في المجال السياسي مهم إذا أردنا أن ننزع المبادرة من أيدي المتطرفين". وبعدما دان عملية نتانيا، ناشد "الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، مضاعفة جهودهما مع الوفد الأميركي الجنرال انتوني زيني العمل لتطبيق خطة تينيت".