قالت مصادر في الأممالمتحدة ل"الحياة" ان الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان تلقى ضوءاً أخضر من ادارة الرئيس جورج بوش للتدخل بقوة في عملية السلام العربية - الاسرائيلية. ويعتقد المراقبون ان هذا يؤشر الى تغيير متأخر في السياسة الاميركية، أملاه اقتناع واشنطن المتزايد بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون يقود اسرائيل الى كارثة ويعرض المصالح الاميركية للخطر. ويفسر هذا الدعم السياسي الاميركي الموقف الذي اتخذه أنان أخيراً ودان فيه الاحتلال الاسرائيلي "غير المشروع" للأراضي الفلسطينية، والرسالة القاسية اللهجة التي بعث بها الى شارون. ويستعد انان لاطلاق مبادرة جديدة كبيرة. فبتشجيع اميركي ودعم من الملك الاسباني خوان كارلوس ينوي الامين العام دعوة حوالى ستين من كبار الشخصيات الاسرائيلية والعربية والاميركية والاوروبية ومن الاممالمتحدة الى مؤتمر يعقد مطلع ايار مايو المقبل في مدينة اشبيلية الاسبانية لجعل الاممالمتحدة في صلب عملية النزاع العربي - الاسرائيلي وتأمين اجماع دولي على أطر التفاوض، ولتأمين تدخل طرف ثالث لاطلاق المفاوضات. ويتوقع ان تشمل قائمة الضيوف في مؤتمر اشبيلية الرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون ووزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر وملك اسبانيا ورئيس وزراء اسرائيل السابق ايهود باراك وعدداً من الشخصيات. وسيلقي انان خطاباً عن رؤيته للتسوية وسينقسم المؤتمر الى خمس او ست مجموعات عمل للتركيز على القضايا الخلافية مثل مستقبل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والامن. وبين المشاركين شخصيات بارزة مثل ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ووزير الخارجية المصري احمد ماهر ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية اسرائيل شمعون بيريز ووزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي والمفاوضين الفلسطينيين احمد قريع ومحمود عباس وصائب عريقات والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والمستشار الرئاسي المصري اسامة الباز ومساعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم والموفد الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني ورئيس دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد هاس ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز، وسفيري بريطانيا وفرنسا لدى الاممالمتحدة. وليس متوقعاً ان يدعى شارون او الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى المؤتمر. وحتى الآن أمتنعت الولاياتالمتحدة عن اعطاء دور كبير للأمم المتحدة مراعاة لحليفها الاسرائيلي، لكنها في مواجهة التدهور الكبير تبدو راغبة في دور لأنان. وقالت مصادر الاممالمتحدة ان سفير الولاياتالمتحدة نيغرو بونتي قال لمنسق الاممالمتحدة في الشرق الاوسط تيري رود - لارسن ان بلاده تخطط لاعطاء دور اكبر للمجلس. لكن ما يقلق المخططين للمؤتمر ان اليسار الاسرائيلي لم يختر بعد زعيماً بإمكانه تشكيل ائتلاف واسع من اجل السلام. ويُعتقد ان شلومو بن عامي، وهو من الحمائم، قد يكون راغباً في القيام بخطوة لقيادة حزب العمل وازاحة زعيم الحزب المنتخب حديثاً وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر.