بيروت - "الحياة" - يستضيف لبنان اليوم مؤتمر القمة العربية في دورته الرابعة عشرة، ووصل أمس، رؤساء وملوك وأمراء عرب ومسؤولون استقبلهم في مطار بيروت الرئىس اللبناني اميل لحود، في طقس عاصف، وفي غياب رئىسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ورفيق الحريري. وأبرز المتغيبين عن القمة الرئىس المصري حسني مبارك الذي سيمثله رئىس الوزراء عاطف عبيد والرئىس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لم تفلح الاتصالات في تأمين حضوره من دون شروط. وسيتواصل وصول الوفود صباح اليوم. وسط اجراءات أمنية في غاية التشدد حطت طائرات القادة والمسؤولين العرب المشاركين في قمة بيروت في مطار بيروت الدولي، لكن رداءة الطقس حالت دون اقامة مراسم استقبال كاملة في معظم الاحيان اذ كانت تختصر او تنتقل من الباحة الخارجية للمطار الى قاعة داخلية. وكان الرئىس اللبناني اميل لحود وحيداً في استقبال ضيوف لبنان من دون رئىسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري اللذين احتجا على عدم اشراكهما في اللقاءات الثنائية بعد المشاركة في مراسم الاستقبال فغابا. وحضر الى جانب لحود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية اللبناني محمود حمود ووزير الثقافة غسان سلامة والوزير المعين لترؤس بعثة شرف كل من الوفود وسفير الدولة المعنية في لبنان وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والسفير اللبناني في دولة الضيف والمرافق العسكري لرئىس البلد الضيف وعضوان في سفارة الدولة المعنية. أول الواصلين كان النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان طه مترئساً وفد بلاده. واستقبله لحود في قاعة "الشرف" الرئاسية في المطار بسبب غزارة الأمطار، وأجرى معه محادثات قصيرة قبل ان يرافقه الى مقر اقامته الوزير اسعد دياب. ثم استقبل لحود نائب رئىس دولة الامارات العربية المتحدة رئىس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأجرى معه محادثات سريعة، قبل ان ينتقل برفقة الوزير الياس المر الى مقر اقامته. ووزع الشيخ مكتوم بياناً صحافياً نقل من خلاله تحيات رئىس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الى القادة العرب. وأمل "ان تسود اجواء القمة وجلساتها روح التضامن والعمل الجماعي العربي المشترك". واستقبل لحود رئىس الوفد العماني الذي ترأسه نائب رئىس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، وعقد معه خلوة. وقال المسؤول العماني: "إن سلطنة عمان تتابع باهتمام بالغ تطورات الاحداث المؤسفة على الساحة الفلسطينية حيث دلت الممارسات القمعية الاسرائىلية المنافية للأعراف والقواعد الدولية الى حتمية احلال السلام العادل في المنطقة اكثر من اي وقت مضى لأنه وحده الكفيل بتحقيق الأمن والاستقرار". ووصل النائب الأول لرئىس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مترأساً وفد بلاده الى القمة وعقد مع الرئىس لحود خلوة قصيرة وغادر الضيف الكويتي المطار الى مقر اقامته يرافقه وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي. ووصل اول رئىس دولة في الثالثة الا ربعاً اذ اقلت طائرة خاصة الرئىس اليمني علي عبدالله صالح والوفد المرافق الى مطار بيروت، ثم وصل رئىس مجلس الوزراء في دولة قطر الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني الذي وزع بياناً ضمنه تحيات أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمل ان تسفر القمة عن "رؤية مشتركة وموقف موحد تجاه قضايانا القومية المصيرية وفي طليعتها القضية الفلسطينية، يكون جزءاً من استراتيجية عربية تقوم على التضامن والتنسيق والعمل الجاد المشترك لمخاطبة المجتمع الدولي بصوت واحد وفق آلية محددة واضحة ومطالبته بتحمل مسؤوليته والتحرك السريع لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً ينهي الاحتلال الاسرائىلي للأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى استناداً الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويعيد لشعب فلسطين حقوقه بما فيها حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف". وكان المؤتمر العام للمعارضة القطرية شجب في بيان من باريس قرار أمير قطر الغياب عن القمة. ووصل الى بيروت الرئىس التونسي زين العابدين بن علي على رأس وفد وعقد خلوة مع لحود ثم انتقل الى مقر اقامته. كما وصل الرئىسان الجيبوتي اسماعيل عمر غيلا على رأس وفد بلاده، والصومالي عبد القاسم صلاد حسن، ورئيس وزراء موريتانيا الشيخ العافية ولد محمد خونا. وحطت في مطار بيروت طائرتان تابعتان للخطوط الجوية السعودية تقل احداهما ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والوفد الكبير المرافق له. وعقدت خلوة مطولة في المطار بينه وبين الرئىس لحود، وتزامنت مع اعلان نبأ عدم حضور الرئىس المصري حسني مبارك الى بيروت وتسمية رئىس حكومته عاطف عبيد لتمثيله في القمة وقد وصل عند الساعة السابعة. وكان الأمير عبدالله تلقى قبل مغادرته جدة اتصالاً هاتفياً من نائب الرئىس الاميركي ديك تشيني. وذكرت وكالة الانباء السعودية انه جرى خلال الاتصال تبادل وجهات النظر حول مساعي السلام في الشرق الاوسط وتطورات الاحداث في المنطقة، في الوقت الذي لمحت مصادر ديبلوماسية في السعودية الى تبادل الرأي حول الموقف من حضور رئىس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات أعمال مؤتمر القمة خصوصاً بعد تصريحات الرئىس المصري وتحذيره عرفات من مغبة المخاطرة بالخروج غير المأمون والعودة المستحيلة. وكان الرئىس لحود التقى صباحاً وزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي قال انه نقل تحيات مبارك الى لحود وتطلعه الى لقائه وان يكون مؤتمر القمة في لبنان خطوة مهمة على طريق تحقيق الآمال العربية. وأيد المبادرة السعودية بكل بنودها واعتبرها فرصة للأمة العربية لتوضيح الأمور في شكل تام. كما زار ماهر الرئىس الحريري وكرر الدعم المصري للمبادرة السعودية "لأنها تتفق مع قرار قمة القاهرة عام 1996 اذ ان العرب اختاروا السلام استراتيجية لهم ومبدأ الارض مقابل السلام ومن الطبيعي ان تكون هناك مبادرة تترجم مبدأ الارض كاملة مقابل السلام الكامل". ووصل الرئىس السوري بشار الاسد الى فندق "فينيسيا" من طريق البر وذلك خلافاً لما كان متوقعاً اذ كان ينتظر وصوله جواً من طريق المطار. وكانت طائرة سورية حطت في مطار بيروت حاملة اعضاء الوفد. وحضر الى بيروت مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لحضور القمة. ووصل ليلاً العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني واستقبلهما الرئىس اميل لحود.