عقد الرئيس اميل لحود، على هامش القمة العربية في عمان، اجتماعاً مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، هو الأول بين رئيس جمهورية لبناني والزعيم الفلسطيني منذ منتصف الثمانينات. وأوضحت مصادر رسمية لبنانية ان اللقاء عقد بطلب من عرفات، في قاعة جانبية قرب قاعة المؤتمرات في العاصمة الأردنية، في حضور الأمين العام للخارجية زهير حمدان والمدير العام للأمن العام جميل السيد، عن الجانب اللبناني، ووزير الاعلام ياسر عبد ربه والسيدين نبيل شعث وصائب عريقات عن الجانب الفلسطيني. وأضافت المصادر ان عرفات شرح للحود "معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون". وشكر له "تأييده في القمة لدعم الانتفاضة"، مشيراً الى أن "الفلسطينيين يلتقون مع لبنان الرسمي في المطالبة بضمان حق العودة للفلسطينيين، ويقدرون للرئيس لحود المواقف الوطنية والقومية التي يتخذها، ويدعمون المقاومة الوطنية والدعوة اللبنانية الى التضامن العربي في هذه الظروف الراهنة". ورد لحود شاكراً لعرفات عاطفته، مؤكداً "أن دعم لبنان للقضية الفلسطينية موقف مبدئي من الثوابت في السياسة اللبنانية، وفي الاقتناعات التي يؤكدها مراراً". واعتبر لحود ان "التفرد يؤذي المصلحة العربية ويخدم إسرائيل، خصوصاً انها اقامت سلاماً مع مصر والأردن، فيما استراتيجيتها الراهنة اعتماد خطط أمنية مع لبنان وسورية، أكثر من السلام". وأيد عرفات وجهة نظر لحود مبدياً دعمه للمواقف التي أعلنها في القمة، خصوصاً الكلمة الجامعة التي ألقاها أمام المؤتمرين. وقال عبد ربه أ ف ب ان لقاء لحود وعرفات "خطوة نحو تطوير العلاقات الفلسطينية واللبنانية ايجاباً، فنحن في وضع نحتاج فيه الى ان تسير كل العلاقات العربية - العربية في اتجاه ايجابي". وكان لحود عاد بعد ظهر، أمس، من عمان مع الوفد المرافق. والتقى قبل عودته عدداً من القادة العرب، بينهم أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الليبي العقيد معمر القذافي. وتناولت المحادثات معهم القمة العربية والموقف في جنوبلبنان وأزمة المنطقة وانعقاد الدورة الرابعة عشرة في بيروت. وفي الطائرة، تحدث لحود الى نقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم معرباً عن ارتياحه الى النتائج التي اسفرت عنها القمة وكانت على مستوى التحديات من خلال المواقف المسؤولة، خصوصاً في المواضيع الدقيقة التي كان يمكن ان تشكل مادة خلافية أو يبرز فيها تباعد في وجهات النظر، وأمكن تجاوز المواقف السلبية حيالها. وأكدت قرارات القمة الثوابت العربية وأظهرت حرصاً عربياً على استمرار السعي من اجل السلام العادل والشامل والدائم مع تأكيد حق الشعوب في المقاومة لاسترجاع حقوقها". وأشار الى ان اللقاءات التي عقدها مع عدد من القادة العرب "أظهرت دعماً لمواقف لبنان الثابتة والتفافاً حوله في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومطالبته باستكمال انسحاب القوات المعادية من مزارع شبعا وعودة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والمساهمة في تمويل المشاريع التنموية ولا سيما منها تلك المتعلقة بالمناطق المحررة ومسألة ازالة الألغام وآلية العمل الخاص بها". ورأى ان "التأييد والدعم لمبادرة دولة الامارات العربية المتحدة اقتراح عقد القمة المقبلة في بيروت، هما تجسيد للثقة بمستقبل لبنان ودوره"، شاكراً للامارات مبادرتها. وجدد دعوته الى "اعتماد قراءة متجددة وآنية لعملية السلام في المنطقة ومحاولة تصحيح المسار المنحرف للعملية لتعود الى منطلقاتها الأساسية، أي معادلة الأرض في مقابل السلام". وقال: "إن هذه الدعوة التي صدرت في كلمة لبنان تمثل تمسكه بالسلام العادل والشامل ورفضه منطق الخطط الأمنية الإسرائيلية البديلة من عملية السلام". وخلص الى القول: "إن قمة عمان أوجدت مناخات جديدة ايجابية تحتاج الى تثمير وتفعيل".