ليما بيرو - رويترز - اختتم الرئيس الاميركي جورج بوش امس، جولته في اميركا اللاتينية بزيارة الى السلفادور. وسعى بوش خلال جولة استمرت اربعة ايام الى طمأنة دول اميركا اللاتينية الى اهتمامه بالمساهمة في تحقيق الرخاء الاقتصادي في هذا النصف من الكرة الارضية بعدما طغت الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب عقب هجمات 11 ايلول سبتمبر. وفي سان سلفادور، التقى بوش مع رئيس السلفادور فرانشيسكو فلوريس للبحث في قضايا التجارة والهجرة. بعدها، حضر الاثنان غداء عمل مع زعماء آخرين من دول اميركا الوسطى هي بيليز وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وبنما. واجتاحت اميركا الوسطى حروب اهلية في العقود الاخيرة وأثار تدخل الولاياتالمتحدة فيها استياء بالغاً. وتعيش السلفادور الآن تجربة ناجحة في منطقة يعاني فيها غالبية سكان اميركا الوسطى البالغ عددهم 35 مليون نسمة الفقر، فيما لم تتغلب دول اخرى على ماضيها الذي كان يتسم بالعنف. وقالت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس ان "الرئيس بوش يكن مشاعر دافئة لرؤساء اميركا الوسطى على رغم كل الصعوبات لأن غالبيتهم تعيش في دول خاضت حروباً اهلية قبل سنوات عدة ويقومون بجهود كبيرة لتحسين حياة شعوبهم". وأضافت ان الاجتماع مع زعماء اميركا الوسطى "هو للاحتفال بمنطقة اعتقد انها منذ 10 او 15 سنة مضت، لم يتح لاحد فيها الفرصة للعيش في سلام واقرار الديموقراطية". واستغل بوش هذه المناسبة لطمأنة زعماء المنطقة الى اهتمامه بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع اميركا الوسطى. وعلى رغم ان المرحلة التمهيدية لم تنته بعد، فان كثيرين في المنطقة يأملون في ان يستغل بوش زيارته للسلفادور للاعلان عن اجراء مزيد من المحادثات الرسمية. وصدّرت خمس دول من امريكا الوسطى ليست بنما وبيليز من بينها، بضائع تبلغ قيمتها .3358 بليون دولار الى الولاياتالمتحدة عام 2000، الا انها استوردت ما يوازي قيمته .54711 بليون دولار. ويتحقق التوازن في العجز التجاري من خلال بلايين الدولارات التي يعيدها مهاجرو اميركا الوسطى ممن يعملون في الولاياتالمتحدة. وبقي بوش وزوجته لورا في السلفادور لفترة خمس ساعات فقط قبل العودة الى واشنطن. وخلال جولته، حضر قمة تابعة للامم المتحدة عقدت في شمال المكسيك ثم زار البيرو. وكانت الرسالة التي اراد ان يبلغها هي ان الولاياتالمتحدة ستنفق عشرة بلايين دولار خلال ثلاث سنوات لمساعدة الدول النامية التي تتخذ اجراءات للقضاء على الفساد وتجري اصلاحات خاصة بالسوق واحترام حقوق الانسان. الا انه رأى ان المساعدات لا تكفي وان زيادة حجم التجارة هي الحل لتوفير فرص عمل. وقال بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البيرو اليخاندرو توليدو اول من امس، ان "مساعدات التنمية تشحب في حال مقارتنها مع حجم الاموال التي تتحقق من خلال التجارة في السوق في القطاع الخاص". وأضاف ان "الدول التي تمارس التجارة الحرة هي على الارجح الدول التي تتمكن شعوبها من النجاح". بيرو وتعهد الرئيس الاميركي للبيرو، مساء اول من امس، تسليم الوثائق المتعلقة بالرئيس البيروفي السابق البرتو فوجيموري والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات فلاديميرو مونتيسينوس الذي كان يعتبر ابرز مساعدي الاخير. وجاء في بيان للرئاسة البيروفية نشر بعد محادثات استمرت حوالى الساعة بين الرئيسين، ان هذا القرار اتخذ رداً على طلب من الرئيس اليخاندرو توليدو. وقال البيان ان الرئيس الاميركي وعد بتزويد البيرو المعلومات التي تملكها بلاده والمتعلقة بضلوع الرئيس السابق ومساعده بعمليات الفساد وتهريب المخدرات وخرق حقوق الانسان. ويذكر ان فوجيموري الذي يحمل الجنسية اليابانية، يعيش حالياً في المنفى في اليابان، اما فلاديميرو مونتيسينوس فهو معتقل منذ ثمانية اشهر في ظل تدابير امنية مشددة في قاعدة كالوا البحرية في ليما. وأعلن الرئيسان خلال مؤتمر صحافي مشترك في ليما مساء اول من امس، ان الولاياتالمتحدةوالبيرو اتفقتا على توحيد جهودهما من اجل التصدي للارهاب وتهريب المخدرات.