لندن، بيروت - "الحياة" - أكدت مصادر المعارضة العراقية ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة قطعت شوطاً بعيداً في مساعيها لعقد مؤتمر عام يحضره كل أطراف المعارضة في دولة أوروبية يرجح ان تكون المانيا، لانتخاب قيادة موحدة لتسلم الحكم في العراق بعد اطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وكان نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز أعلن ليل الخميس ان الولاياتالمتحدة ليست في حاجة الى أدلة على "تورط صدام باستخدام أسلحة الدمار الشامل" لاتخاذ اجراءات ضده. وتمنى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي وصل الى بيروت، أمس، ان يأخذ الرئيس جورج بوش بالنصائح العربية بعدم شن حرب على العراق، لأنها مخلصة تنبع من واقع الشرق الأوسط الذي نفهمه تماماً، ونظراً الى المخاطر الجمة والفوضى الكبيرة التي تترتب على قرار كهذا". وكان موسى يرد على اسئلة الصحافة في مقر وزارة الخارجية اللبنانية بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ورئيس اللجنة التحضيرية للقمة العربية وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة. وسئل عن رأيه في اعلان بوش انه لن يأخذ بالنصيحة العربية فقال انه لم يقرأ هذا الكلام، وأضاف ان "الاتصالات مع الولاياتالمتحدة ما زالت مستمرة ولا توجد كلمة أخيرة بعد في موضوع" ضرب العراق. في لندن، أجمعت القيادات العراقية المعارضة التي اتصلت بها "الحياة" امس على ان فكرة المؤتمر ما زالت مطروحة بقوة، مؤكدة ان "اجتماعاً للخبراء والاختصاصيين سيعقد قريباً لوضع برنامج عمل تفصيلي لمرحلة ما بعد صدام". وقال العميد الركن السابق نجيب الصالحي الذي يجري اتصالات بأطراف المعارضة في لندن، ان واشنطن اتخذت قرار عقد مؤتمر عام و"أصبحنا في مرحلة صوغ التفاصيل والبحث في طريقة مشاركة القوى فيه". وعلمت "الحياة" ان احدى العقبات التي تعترض عقد المؤتمر تتمثل في طبيعة مشاركة الاميركيين. فقانون "تحرير العراق" ينص على ان يضطلع "المؤتمر الوطني العراقي" وحده بالقيادة ولا تستطيع الخارجية الاميركية مخالفة قانون أقره الكونغرس، والمخرج من هذا المأزق، بحسب مصادر واشنطن هو ان يدعو اي طرف عراقي الى عقد المؤتمر في حضور "خبراء واختصاصيين اميركيين" بصفة مراقبين في المرحلة الأولى، ثم يتحول المؤتمر الى "اجتماع مصغر" يحدد طبيعة القيادة الجديدة. في واشنطن، قال وولفويتز في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" ان "ما قاله بوش كان واضحاً: ليس في وسعنا الانتظار الى ان تتوافر أدلة الى ان شخصاً ما صدام حسين سيستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد الولاياتالمتحدة كي نفعل شيئاً لمنعه". واعتبر ان الرئىس العراقي يمثل "مشكلة خطيرة جداً" كان بوش أعلن عزم الولاياتالمتحدة على حلها.