واشنطن - أ ف ب - قالت الحكومة الاميركية بوضوح انها تسعى الى "احتواء" نظام الرئيس صدام حسين بدل اسقاطه كما يطالب عدد كبير من الجمهوريين في الكونغرس. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في الكونغرس ان إطاحة الرئيس العراقي "تتطلب مشاركة عدد اكبر بكثير من القوات العسكرية ويشكل خطراً اكبر على حياة الاميركيين يتطلبه احتواء الخطر الذي يشكله صدام حسين اليوم". ملاحظة ان تشجيع المعارضة العراقية على قلب النظام "خيار يبدو سهلاً لكنه ليس كذلك". واكدت اولبرايت مجدداً ان الحكومة الاميركية مستعدة للتعاون "بفاعلية اكبر" في المستقبل مع المعارضة العراقية، لكنها اكدت ان هذه المعارضة "منقسمة"، مضيفة ان "من غير العدل اثارة تطلعات خاطئة او غير قابلة للتحقيق يمكن ان تؤدي الى حمام دم او الى الهزيمة". وجاءت تصريحات اولبرايت بعد ساعة من محادثات اجراها رئيس المؤتمر الوطني العراقي المعارض احمد الجلبي في الكونغرس مع قادة من الغالبية الجمهورية في مجلس النواب. وأكد الجلبي في هذه المناسبة ان مشكلة اسلحة الدمار الشامل لا يمكن ان تحل ما دام صدام حسين في السلطة فيما اعتبر السناتور بايلي هاتشيسن "ان من المهم ان نبحث عن حكومة عراقية اخرى لنقدم لها دعمنا". واضافت: "نستطيع التفكير في رفع العقوبات عن المناطق المحررة في العراق ونتصل مباشرة بالشعب العراقي"، مشيرة خصوصا الى اقتراح يقضي باقامة اذاعة عراقية للمعارضة. وفي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قال النائب الجمهوري دوغ بيرويتر ان حلفاء الاميركيين في منطقة الخليج لن يدعموا الولاياتالمتحدة في مواجهة العراق الا اذا قررت واشنطن اسقاط صدام حسين. ورأى بول وولفوويتز الجامعي والنائب السابق لوزير الدفاع في ادارة جورج بوش الذي ادلى بشهادته امام اللجنة ان اطاحة النظام العراقي "يشكل السياسة الوحيدة التي تتمتع بصدقية بالنسبة الى حلفائنا في المنطقة". واضاف ان الولاياتالمتحدة لم تدعم على الاطلاق حركات المعارضة العراقية ولم تمدها "حتى ببندقية". ورأى انه "حان الوقت لتدعم واشنطن المعارضة العراقية كما فعلت في افغانستان في عهد النظام الموالي للسوفيات". ورأى ريتشارد هاس وهو جامعي آخر عمل مستشاراً لبوش ان المعارضة العراقية منقسمة جداً لتشكل حلاً مقبولاً. واضاف ان تشجيعها يؤدي الى تعريض حياة بشر للخطر كما حدث في المجر او خلال ازمة "خليج الخنازير" عند فشل غزو كوبا. ورأى ان تشجيع "المناطق الحرة" في شمال العراق وجنوبه يمكن ان يؤدي الى زيادة "الانقسامات الاثنية" في العراق، مشيراً الى ان "حرباً اهلية يمكن ان تتحول الى حرب اقليمية".