أريد ان استهل رسالتي هذه بالمأثرة الشعبية المعروفة: "اللي استحوا ماتوا". فها هو نائب الرئيس العراقي عزة ابراهيم يتبجح في زيارته الى بيروت، ويقول: "إن ليس للعراق مشكلة مع الكويت بل إن الكويت هي التي تثير المشكلات، وهي التي تقول أي الكويت إن لديها مشكلات مع العراق". وردي على ذلك هو في المقولة التي افتتحت بها رسالتي. فعن اي مشكلات يتحدث نائب صدام؟ وهل ان قضية ما يزيد على الستمئة اسير كويتي يذوقون المر والعذاب في السجون العراقية، ولا تعرف عائلاتهم اي شيء عنهم منذ ما يزيد على العشر سنوات هي مجرد مشكلة؟ وهل ان غزو دولة عربية جارة، ونهب ثرواتها وقتل اهلها، وسوق المئات من ابنائها الى السجون العراقية النفطية هي مجرد مشكلة؟ وكيف سيبيح لنفسه التحدث عن التهديد الأمني للأمة العربية ومصالحها، في قمة بيروت المقبلة، والنظام العراقي، وعلى رأسه صدام لا يزال لب الأزمة وأكبر تهديد للأمة العربية ومصالحها؟ وإذا كان عزة ابراهيم حاكم بغداد يخشيان "إثارة المشكلات" من قبل الكويت في قمة بيروت، فليعفوا الجميع من حضورهم، أو فليجلب الوفد العراقي معه الأسرى الكويتيين كبادرة حسن نية. وليتوقف صدام ومبعوثوه عن محاولاتهم المكشوفة والمثيرة لشراء مواقف بعض الدول العربية في القمة في مقابل وعود اقتصادية ونفطية. لقد آن الأوان للدول العربية ان تفتح عينها جيداً، وتدرك ان الخطر الحقيقي على مصالح الدول العربية ومستقبلها يكمن في ما بيننا، متلبساً صورة النظام الصدامي. وآن الأوان للشعب العراقي ان يفتح هو الآخر عينيه، ويزيل الى الأبد عن كاهله هذا النظام الذي لا يمثل الشعب العراقي الأصيل. فمشكلتنا ليست، ولم تكن مع الشعب العراقي الذي يعاني اكثر من اي كان من وطأة النظام. فقد كانت الكويت في مقدمة الذين دعموا وقدموا البلايين لنصرة الشعب العراقي في الحرب العراقية - الإيرانية. نعم، إنه شعب الكويت الذي دفع دائماً ثمن شهامته وكرامته وعروبته الأصيلة، أكان في حال النظام العراقي، أو في حال الفلسطينيين الذين فتحنا لهم ابوابنا وقلوبنا ومجالات العمل الحر الشريف لدينا. الكويت - محمد جاسم العبدالله