كشف الرئيس حسني مبارك امس انه أجرى اتصالات عدة مع الادارة الاميركية لاقناعها بالاستماع الى الرئيس ياسر عرفات، مثلما تستمع الى الجانب الاسرائيلي، وقال: ان "هناك تحسناً في هذا الاتجاه"، مشيراً الى انه كان يأمل بعقد لقاء بين عرفات ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال زيارته الأراضي المحتلة. وكانت مصادر فلسطينية تحدثت عن لقاء يجري ترتيبه بين عرفات وتشيني الاثنين المقبل في القاهرة. واكدت مصادر سياسية في القاهرة ل"الحياة" ان الاستعداد جار لعقد اللقاء. وحذر مبارك، في تصريحات الى التلفزيون المصري أمس عقب افتتاحه عدداً من المشاريع الأثرية في الأقصر من مخاطر اقصاء عرفات، وقال: "من الخطأ عدم اعادة عرفات الى رام الله اذا خرج منها"، وشدد على ان ذلك "سيزيد من اشتعال الموقف في المنطقة". وحرص على الإشادة بالتحرك الاميركي الأخير استجابة لمطالبته الإدارة أكثر من مرة بضرورة تفعيل دورها ومشاركتها في عملية السلام في الشرق الأوسط. وعن مدى التوافق العربي على المبادرة السعودية المطروحة الآن قال: ان "العرب اختاروا السلام خياراً استراتيجياً منذ قمة القاهرة عام 96"، وطالب اسرائيل بالاستجابة لهذه الدعوة. وعلمت "الحياة" ان المبادرة السعودية المقرر طرحها على قمة بيروت أصبحت جاهزة في صيغتها النهائية وستعرض على القادة العرب في قمة بيروت لإبداء الرأي فيها. وأشارت المصادر الى ان الصياغة تمت عبر مشاورات مكثفة خلال الأيام الخمسة الماضية بين الرياضوالقاهرة وعمان ودمشق والأمين العام للجامعة العربية، بعد استكمال ما لم يكن واضحاً. وأشارت الى ان المبادرة كانت أفكاراً من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وجاءت صياغتها ايجابية وهي تستند الى الثوابت العربية. وأوضحت ان البيان الخاص بالمبادرة والمتوقع صدوره ضمن قرارات وتوصيات قمة بيروت سينص على "ترحيب القادة العرب وتأييدهم المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي"، وسيؤكد على اعتبارها "خطوة ايجابية" لدفع عملية السلام في المنطقة، و"الدعم العربي" لها، مع التشديد على انها تعني "إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية منذ الخامس من حزيران يونيو 1967 في فلسطين والجولان وجنوب لبنان"، وتعني "اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، و"حل مشكلة اللاجئين" كما تنص على قاعدة "السلام الشامل مقابل الانسحاب الشامل" و"استعداد الدول العربية للدخول في علاقات سلام طبيعية مع اسرائيل مقابل هذا الانسحاب الشامل". الى ذلك، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس أبو مازن امس ان المملكة العربية السعودية أوضحت المبادئ الاساسية في مبادرة السلام التي ستطرحها الاسبوع المقبل على القمة. واعرب عن اعتقاده بأن الصياغة السعودية لن تلقى أي معارضة، وقال: "نحن نوافق على الافكار السعودية كما أعلنها الأمير عبدالله بشكلها العام كما اننا لم نسمع أي معارضة عربية لها. الاخوة السعوديون مطمئنون الى الموقف العربي". ويجري أبو مازن محادثات مع المسؤولين السعوديين حول المبادرة.