أصبحت تركيا أكثر قرباً من تولي قيادة قوة حفظ الامن في افغانستان، الأمر الذي سعت إليه منذ سقوط كابول في ايدي التحالف الدولي. وأشار رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد عقب لقائه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في انقرة مساء اول امس، الى توصل الطرفين الى اتفاق مبدئي حول هذا الموضوع بعدما وافقت واشنطن على دعم تركيا مالياً لتولي هذه المهمة وتحديد طبيعتها وحدودها. وإلى ذلك، قال اجاويد نقلاً عن تشيني ان الكونغرس الأميركي سيقر قريباً منح تركيا 228 مليون دولار لتمويل القوات التركية في افغانستان. وكانت انقرة طلبت مبلغ 60 مليون دولار عن كل شهر تقضيه قواتها في كابول، في حين يتوقع ان يكون هذا المبلغ لقاء تولي تركيا قيادة قوة حفظ الامن لفترة ستة اشهر ابتداء من شهر نيسان ابريل المقبل. وأفادت مصادر ديبلوماسية تركية ان انقرة اشترطت ان تبقى مهام القوة التركية في حدود كابول، وأن تتولى القوات الأميركية حفظ الامن في قندهار وضواحيها. وأعلنت انقرة عن وجود شروط لديها لقبول تلك المهمة التي نافستها عليها ألمانيا، خصوصاً بعد إعلان رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حميد كارزاي ان الأفغان يفضلون ان تتولى ألمانيا هذه المهمة، فيما كانت انقرة اقترحت تقاسم هذه المهمة مع ألمانيا حيث تتولى تركيا القيادة العامة وتتولى ألمانيا قيادة العمليات وهو ما لم يلق قبولاً في الأوساط الدولية. وأشار اجاويد الى انه لا تزال هناك بعض المسائل البسيطة التي سيبحثها الجانب التركي مع الأميركيين، ومنها تركيبة تلك القوات المستقبلية وجنسيات المشاركين فيها، وحدود سلطات القيادة التركية ومدى الدعم الذي سيلتزم حلف الاطلسي تقديمه للقوات التركية في افغانستان في حال الطوارئ أو تعرضها لموقف صعب عسكرياً. من جهة اخرى، اعلنت وزارة الدفاع الألمانية امس، ان المانيا تسلمت رسمياً من بريطانيا "دوراً قيادياً مهماً" داخل قوة الحماية الدولية في افغانستان ايساف. وقالت الوزارة ان الأمر يتعلق ب"القيادة التكتيكية" للقوة المتعددة الجنسية في كابول التي اصبحت الآن تحت امرة الجنرال كارل هوبيرتوس فون بوتلر. ويشمل عمل القيادة التكتيكية الإشراف على القوة الموجودة في العاصمة الأفغانية والمرسلة من ألمانياوبريطانيا وفرنسا وهولندا والنمسا والدنمارك. وكان من المقرر ان تتسلم المانيا القيادة في مطلع الشهر المقبل، إلا ان رفض برلين تحمل المسؤولية عن القيادة العامة لقوة الحماية الدولية سرّع في تسليم البريطانيين للقيادة التكتيكية.