بدأت عناصر الوحدات العاملة في القوة الدولية لحفظ الامن بالوصول الى كابول، فيما أبدت الحكومة الموقتة هناك رغبتها في توسيع انتشار تلك القوة ليشمل مناطق خارج العاصمة وتمديد ولايتها فترة أطول، فيما أفادت وسائل إعلام ألمانية أن برلين تعد العدة لقيادة تلك القوة بعد انتهاء فترة قيادة بريطانيا. كابول، واشنطن - أ ف ب أعلن متحدث بريطاني باسم القوة الدولية للمساعدة على إحلال الامن في أفغانستان إيساف أن عناصر الوحدات العاملة في هذه القوة وصلوا تباعًا الى هذا البلد نهاية الاسبوع الماضي، على متن 19 رحلة، ما يعتبر رقمًا قياسيًا. وأضاف الناطق غراهام دنلوب أن أكثر من نصف العدد الاجمالي المنتظر، أي حوالى 4500 جندي من 17 بلدًا، بات منتشرًا على الارض الافغانية والبقية ينتظر وصولها بحلول أواسط شباط فبراير المقبل. وقال: "طالما أن المطار مفتوح والاحوال الجوية جيدة نستطيع المحافظة على هذا المستوى من عمليات وصول الطائرات". ولم يكن في وسع الناطق إعطاء أي إيضاح عن عدد الجنود المرتقب وصولهم خلال عطلة نهاية الاسبوع. وقال: "هم يصلون كل الوقت". ومنذ فتح مطار كابول الدولي في 16 الشهر الجاري، تسارعت وتيرة وصول قوات "إيساف" الى أفغانستان. وعندما بدأت عملية الانتشار، كانت كل الرحلات تستخدم قاعدة بغرام الجوية على بعد نحو 50 كلم الى شمال العاصمة الافغانية. وبسبب طبيعة المنشآت البدائية في بغرام وسوء حال الطريق بين هذه القاعدة وكابول لا يمكن استقبال أكثر من خمس أو ست رحلات كل يوم. لكن منذ إصلاح الحفر الضخمة التي تسبب بها القصف الاميركي على المطار الدولي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي تعاقبت الرحلات العسكرية والمدنية بوتيرة رحلة كل نصف ساعة أحيانًا. وأعلن رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" أنه منفتح على فكرة نشر القوة الدولية المتمركزة في كابول خارج العاصمة. وقال إن "كل الوفود التي التقيتها في البلاد طلبت مني إرسال القوة الامنية الى جميع أنحاء البلاد وأنا لا أرى لماذا لا نفعل ذلك". وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الافغانية عمر الصمد أن الحكومة ترغب في أن تبقى قوة الامن الدولية في أفغانستان أكثر من ستة أشهر. وأوضح أن الهدف الرئيس للادارة الانتقالية هو "إرساء السلام والامن بأسرع وقت ممكن في جميع أنحاء البلاد وليس فقط في مدينة أو مدينتين، في منطقة أو منطقتين". ألمانيا وذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية الاسبوعية وصحيفة "لايبزيغر تسايتونغ" الصادرتان أمس أن الجيش الالماني يحضر نفسه لتعزيز دوره ضمن القوة الدولية لحفظ الامن في أفغانستان، ويبحث حالياً في إمكان تسلم قيادة القوة من بريطانيا ابتداء من مطلع نيسان أبريل المقبل. وعلى رغم أن وزارة الدفاع الالمانية نفت وجود أي خطط حالياً لتسلم القيادة بحسب صحيفة "لايبزيغر تسايتونغ"، كتبت مجلة "دير شبيغل" أن المستشار غيرهارد شرويدر "سيوضح هذه النقطة" مع الرئىس الاميركي جورج بوش خلال الزيارة التي سيقوم بها الاسبوع المقبل الى واشنطن، وسيبلغه ما إذا كانت برلين ترغب في الحصول على هذه المهمة. وكشفت المجلة أن قيادة الجيش الالماني تشترط لتسلم قيادة القوة في أفغانستان تسليم قيادتها الحالية للقوة الدولية في مقدونيا لدولة أخرى في نهاية آذار مارس المقبل، وأن يسمح لها بسحب جزء من الجنود الالمان العاملين في قوات حفظ السلام في البوسنة. وأضافت المجلة "أن مجموعة من كبار ضباط الجيش الالماني حذروا مع ذلك من تسلم ألمانيا القيادة". يذكر أن تركيا تسعى بدورها الى تسلم قيادة القوة الدولية في أفغانستان، وأبدت غيظها من رئىس الحكومة الافغانية الموقتة الذي طلب علناً الاسبوع الماضي أن تتسلم ألمانيا القيادة. ومعروف أن الافغان ينظرون بارتياح كبير الى الوجود العسكري الالماني في بلادهم ويرون أن ليس لألمانيا أطماع ومصالح خاصة كما هو الامر مع بريطانيا وفرنسا بسبب ماضيهما الاستعماري. وقالت "دير شبيغل" إن الجيش الالماني سيرفع ابتداء من منتصف الشهر المقبل عدد جنوده في القوة الدولية في أفغانستان من 300 الى 1000 جندي. وكانت الحكومة والبرلمان الالمانيين أقرا قبل عيد الميلاد إرسال 1200 جندي كحد أقصى. وحددت الاممالمتحدة مهمة القوة الدولية بستة أشهر، وأعلنت بريطانيا أنها على استعداد لقيادتها في الاشهر الثلاثة الاولى فقط. وفي حديث مع "دير شبيغل" قال قائد القوة الالمانية في أفغانستان الجنرال كارل هوبيرتوس فون بوتلر إنه يتوقع توسيع صلاحيات قوة حفظ السلام الى خارج العاصمة كابول وضواحيها. وأضاف: "إن المهمة الحالية هي التركيز على الأمن في كابول، ولكن عندما تترسخ البذرة الامنية فيها في إمكانها أن تتوسع أيضاً الى خارجها". وأعلنت وزارة التعاون الاقتصادي والانماء الالمانية أنها ستقوم بحملة دعائية في البلاد لتشجيع الافغان الموجودين في ألمانيا للعودة الى بلدهم لفترة محددة من الوقت للإسهام في تنفيذ مشاريع إعادة الاعمار. وتشير التقديرات الى وجود حوالى 80 ألف أفغاني في ألمانيا.