على رغم اعلانها أكثر من مرة عن استعدادها لارسال قوات للمشاركة في عملية حفظ السلام الدولية في أفغانستان، فان انقرة ترددت في ذلك بسبب ما وصفه مسؤولون اتراك ب"سوء تنسيق". وشكت أنقرة من عدم مبادرة الأممالمتحدة أو حلف شمال الاطلسي لتنظيم وتمويل قوة حفظ السلام الدولية في أفغانستان، واشارت الى أن الوضع هذه المرة يختلف عما حصل سابقاً في البوسنة وغيرها حين تولت الأممالمتحدة أو قيادة "الاطلسي" أمر تنسيق وتمويل وضبط قوات حفظ السلام. ولكن في أفغانستان، تُرك الأمر للدول التي ترغب في ارسال قواتها من دون ضابط أو منسق للعملية. وذكرت مصادر عسكرية تركية ان رئيس الوزراء بولند أجاويد يبحث أمر الحصول على مساعدات لتمويل القوات التي ترغب تركيا في ارسالها الى أفغانستان، كما سيبحث مع المسؤولين الأميركيين طلب أنقرة تولي قيادة قوة حفظ السلام بعد انتهاء الأشهر الثلاثة التي تتولى خلالها بريطانيا القيادة. وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر صحافية تركية ان أنقرة كانت السباقة في تقديم دعم عسكري الى الولاياتالمتحدة في حربها في أفغانستان، من خلال فتح قواعدها العسكرية. وذهبت في القول الى أن تركيا أرسلت سراً قوات خاصة الى شمال أفغانستان ساعدت الاميركيين في التنسيق مع تحالف الشمال واجراء محادثات سرية مع بعض العشائر الأفغانية التي كانت تحت حكم "طالبان". وأكدت تلك المصادر أن أنقرة تنتظر الآن مكافأتها على دورها في تلك العملية، من خلال تمويل وجودها العسكري ضمن قوة حفظ السلام الدولية وتولي قيادة تلك القوة هناك، لكن يبدو أن الولاياتالمتحدة وقوات التحالف بدأت تتناسى وتتجاهل ذلك الدور الذي قدمته تركيا في حينه وتترك لأنقرة الأمر اذا رغبت في ارسال قوات الى أفغانستان ولكن على حسابها.