- 1 - أَتكلَّمُ - لا صوتَ لي غيرُ كلماتٍ لا صوتَ لها. - 2 - هل الفضاءُ سجنٌ يحرسه الهواء؟ - 3 - لا تَقِفْ - إِجْرِ، أيّها الدّمع، لكي لا تَفرغَ سماءُ الجسدِ مِن الغَيْم. - 4 - صَدَّق المنجِّم نفسه فَنَذَر حياتَهُ يهتفُ للغيب ويوشوش السّماء. - 5 - يُغَذّينا الشّعرَ، فيما يَلْتهمنا. - 6 - النَّهارُ هو، كذلك، امرأة: أَبْسطُ تشريحٍ لجسد اللّيل يُثبت هذا القول. - 7 - لا أعرفُ كيفَ أَرتقُ جسدي الذي يمزّقه قلبي. - 8 - دائماً، أدعو اليقين الى مائدتي، فلا يَجدُ عليها غيرَ الظنّ. - 9 - نعم، فقدتُ ثقتي، - لم أعد أَثِقُ حَتّى بالبحر. - 10 - عِشْتُ،- لم أفهم الماءَ وَجهلتني النّار. - 11 - يا حبّي، لماذا أريدُ أن أقودكَ إلى وادٍ غيرِ ذي زَرْع؟ - 12 - انظرْ الى هذا العَصْر من أيّة جهةٍ شئت: لن تَرى إلاّ ما يُذكّر بالرّماد. - 13 - اليومَ، رأيتُ القمرَ في المدينة يجرّ وراءه اللّيلَ كمثل رداءٍ طويلٍ أسْوَد. كنتُ عائداً من تحت الشَّجرة التي تضطجعُ بين فخذي ينبوعٍ يَسْتضيفُ قوافلَ العابرين. وكانت غيومٌ تتناثَرُ زرقاء رماديّة، كمثل تخطيطاتٍ متموّجة، ترسمها يَدُ البحر على صَفْحةِ الأفق. - 14 - أَيَّامٌ - تتطايَرُ عن رَأْس الزّمن كأنّها قُبَّعاتٌ مِن القَشّ. - 15 - الحَجرُ - هذا الحجر الأَزْرقُ الذي تُصنع منه التّماثيل، أُصْغي اليه يَبكي مُتَّكِئاً على عتَبةِ الإزميل. - 16 - يَنْحدِرُ الهواءُ لكي تَصعدَ الأرضُ المُقْعَدَةُ، في وَادٍ كمثل عينٍ سوداء يحملها الحلم كلّ ليلةٍ إلى أحضانِ الجبال. - 17 - لا تَشْحَذي سِكِّينَكِ أمامَ شقائقِ النُّعمان، أيّتها الشّمس، يكفيكِ ذلك الدَّمُ غَيرُ المرئيّ الذي يسيلُ منها قُرْباناً للفضاء. - 18 - عندما زُرْتُ جارَنا الخارجَ من السّجن، كانت نافذة بيتهِ تنتحب، وكان الموت يجلسُ على العتبة. - 19 - هنا - كنت أجلس، في فَصْلِ الحصَاد، تحت زيتونةٍ مُعَمِّرة أُراقِبُ النّملَ كيف يدخل الى بيته حاملاً مؤونته من القَمح. هنالك - أَصْغيتُُ للعنادلِ تغمسُ مَنَاقيرَها في محابرِ المساء. - 20 - زَمَنٌ - لم يعد أحدٌ فيه يقدرُ أن يزرعَ حقله أو أن يَحصده إلاّ مُتّكِلاً على غيره، بعد اتّكالهِ على اللّه. - 21 - هُبّي، أيّتها الرّياحَ، سَاعدِينا لكي نُشعل النَّارَ في صحراء هذا الجليد. - 22 - "كلّ ابتكارٍ هَرْطقة": يقول بعضهم. قولٌ يؤكّده التّاريخ، وتؤكّده حَياةُ أسلافِنا. أسأل مَنْ يشكّ: هل تقدرُ أن تدلّني على ابتكارٍ واحدٍ لِلتّقوى؟ - 23 - بيني وبين الرّيح، في الرّبيع، عداوةٌ قديمة: كانت كلّما حرّكَتْ أعشابَ حقلنا وأزاهيرَهُ، تأخذُ العِطْرَ، وتملأ عينيَّ بالغبار. - 24 - ليست المشكلة في أن يكون الإنسانُ "قَصبةً مفكّرةً" كما يقول باسكال. المشكلة هي في كيف نُقْنعُ القَصبةَ بِأنْ تَخافَ من نار الجحيم. - 25 - أشعر أَنّني في حاجةٍ ملحّةٍ إلى شَخْصٍ يعرف كيف يدخل الى نَفسي ويُحصي خَطاياها. ولكم أشتهي، هذه اللّحظةَ، أن أُصغيَ الى قيثار أورفيوس، والى الفارابي يتحدّث عن الموسيقى!