أخفقت قوة ترسيخ الاستقرار التابعة لحلف شمال الاطلسي في البوسنة سفور امس، لليوم الثاني على التوالي، في اعتقال الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش المطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية أثناء الحرب البوسنية 1992-1995، فيما أكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون ان العمليات ستستمر حتى اعتقال المطلوبين للعدالة، داعياً هؤلاء الى تسليم أنفسهم، ومحذراً من يؤويهم من ان "يوم الحساب" آتٍ. وأعلن الناطق باسم "سفور" في ساراييفو داريل موريل ان العمليات العسكرية للعثور على كاراجيتش "ستتواصل وتتوسع باشكال مختلفة، حين اعتقاله وتسليمه الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي". وقال ان الفشل في العثور على كاراجيتش حتى الآن "لا يعني ابداً ان المساعي العسكرية في هذا المجال ستتوقف"، مشيراً الى ان قوات "سفور" "تدرك صعوبة المهمة بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي يعتقد انه يختبئ فيها". وأضاف ان العملية امس ركزت على تشديد نقاط المراقبة من خلال وسائل متعددة بينها اعتماد اشخاص من سكان المنطقة واستخدام وسائل تقنية متطورة. وأبلغت مصادر مطلعة في ساراييفو "الحياة" ان العملية شملت بلدة تشيليبتسي شرق البوسنة التي تركز فيها البحث أول من أمس، وامتدت الى بلدتي زفايت ومسيتروفاتش في منطقة فوتشا جنوب شرقي ساراييفو، وقد تشمل قرى اخرى معروفة بمناصرة سكانها لكاراجيتش. واضافت المصادر ان القوات المشاركة في العملية عززت بعدد اضافي من المروحيات والمدرعات على طول حدود البوسنة مع جمهورية الجبل الاسود، اذ ان كاراجيتش وهو أصلاً من الجبل الاسود يمكن ان يتحرك في هذه المنطقة وينتقل الى الجبل الاسود حيث يعيش اقاربه في عدد من قرى هذه الجمهورية. وحمل المسؤول الدولي المدني الاعلى في البوسنة ولفغانغ بيتريتش سلطات صرب البوسنة أمس مسؤولية اعتقال كاراجيتش. وأوضح "ان اعتقاله من واجبات حكومة صرب البوسنة التي لم تتعاون حتى الآن". وأضاف: "لو نفذت سلطات صرب البوسنة ما تعهدت به لما اضطرت قوات الحلف الاطلسي الى القيام بالمهمة". ومعلوم ان "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي كان يتزعمه كاراجيتش، ولا يزال يدين بالولاء له، هو أكبر الاحزاب في برلمان صرب البوسنة وتخضع له قيادات غالبية بلديات كيان صرب البوسنة، كما ينتمي اليه رئيس جمهورية صرب البوسنة الحالي ميركو شاروفيتش. وفي بروكسيل رويترز، قال روبرتسون ان القوات الدولية ستتمكن من اعتقال كاراجيتش ومجرمي الحرب المطلوبين. وقال روبرتسون للصحافيين: "يمكنكم ان تتوقعوا عمليات كثيرة من هذا النوع حتى تسليم المطلوبين الى العدالة". وأضاف ان "يوم الحساب آتٍ لهؤلاء ولمن يدعمهم ويؤويهم". وخاطب كاراجيتش والمتوارين: "الوقت يمر... اليوم أو غداً أو الشهر المقبل، ستتمكن القوات الدولية من النيل منكم. استسلموا اليوم بشرف والا فان العدالة قادمة اليكم".