لندن، بغداد - الحياة، أف ب، رويترز شددت بريطانيا أمس حملتها على العراق مؤكدة عدم وجود تباين مع الموقف الاميركي منه، وكررت استعدادها للمشاركة في عملية عسكرية أميركية ضد العراق "اذا توافرت لها الظروف الصحيحة"، لكنها أوضحت ان واشنطنولندن لم تتخذا أي قرار بخصوص المرحلة الثانية من الحرب على الارهاب. وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي. ان بريطانيا مستعدة لمشاركة واشنطن في توجيه ضربات الى العراق "اذا ما توافرت الظروف الصحيحة"، مشيرا الى ان استمرار بغداد في انتاج اسلحة الدمار الشامل ورفضها عودة عمليات التفتيش التي تقوم بها الاممالمتحدة تمثل بعض هذه "الظروف". ويأتي موقف هون بعد يوم على اعلان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان التعامل مع التهديد الذي يمثله العراق هو الخطوة "المنطقية" التالية في الحرب على الارهاب التي بدأت بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر خصوصا ان هذا البلد "يواصل انتاج اسلحة الدمار الشامل". ووعد الوزير البريطاني في المقابل "بدرس أي اقتراح يتقدم به العراق بعناية وحذر" بعد العرض العراقي باستقبال بعثة خبراء بريطانيين، لكنه اكد وجوب ان يكون مثل هذا العمل ملتزما قرارات الاممالمتحدة والقانون الدولي، وقال "هذا ما نطلبه من العراق منذ بعض الوقت، واذا كان مستعدا للسماح بعودة المفتشين فيجب الترحيب بذلك بكل تأكيد". وكان متحدث رسمي عراقي قد اعلن مساء الخميس استعداد بلاده لاستقبال فريق من خبراء الاسلحة البريطانيين "اذا اعلنت بريطانيا كيف وأين يحاول العراق إنتاج اسلحة للدمار الشامل". وقال المتحدث ان بلير "كثيرا ما يطلق تصريحات مغرضة ومعادية للعراق تماشيا مع الموقف الاميركي، من دون ان يتوخى الدقة ويستند الى الحقيقة" ورد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية بتأكيد ان "هذا العمل ليس من اختصاص السياسيين البريطانيين، ولا بد من توجيه مثل هذه الدعوة الى مراقبين محايدين ومتخصصين بهذا العمل ولهم خبرة للقيام به على افضل وجه" في اشارة الى مفتشي الاممالمتحدة. واشار هون الى ان الجهود الديبلوماسية القائمة حاليا وخصوصا مع دول الشرق الاوسط يجب ان تتواصل "الا ان علينا في نهاية المطاف ان نفكر بالهجوم العسكري اذا ما استمر التهديد العراقي"، واضاف "ما يجب ان يبقى في الاذهان بعد احداث 11 ايلول سبتمبر المروعة هو اننا لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بتجاهل مسائل يمكن ان تهدد أمننا". وشدد هون على القلق الذي يساور بريطانيا حول محاولات العراق انتاج اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، الا انه استبعد ان يكون النظام العراقي قام برعاية منظمات ارهابية مثل تنظيم "القاعدة". وقال ان "السبيل الوحيد امام بغداد لابعاد التهديد بتوجيه ضربة اليها هو قبولها بعودة مفتشي الاممالمتحدة لان ذلك سيزيل المخاوف الغربية في هذا الصدد". وتطرق الوزير البريطاني ايضا الى ما أسماه ضرورة الاقرار بأن هناك خيارات مختلفة في التعامل مع العراق، مؤكدا ان "الولاياتالمتحدةوبريطانيا لم تتخذا اي قرار بشان المرحلة الثانية من الحرب على الارهاب" التي بدأت في افغانستان. واكد هون عدم وجود تباين بين الموقفين البريطاني والاميركي من العراق، وقال "ليس هناك اي تغيير في الموقف البريطاني من العراق، وما يجري جزء من عملية مستمرة بدأت منذ احداث ايلول سبتمبر وقد انتهجنا طريقا ديبلوماسيا وسياسيا لمدة طويلة، وتلقينا نصح اصدقائنا في العالم العربي بشكل مستمر، واسفر ذلك عن الموافقة على قرار مجلس الامن 1284 وبالتالي ضرورة السماح بعودة مفتشي الاممالمتحدة الى العراق". وترفض بغداد التي تطالب برفع شامل للحصار المفروض على العراق عودة المفتشين الذين انسحبوا في كانون الاول ديسمبر 1998 عشية عملية "ثعلب الصحراء" الاميركية والبريطانية مؤكدا انه تخلص من كل اسلحة الدمار الشامل طبقا لشروط الاممالمتحدة. وجددت بغداد امس هذا الرفض، وقالت صحيفة "العراق" ان بغداد "اتخذت قرارها الوطني الثابت بأن لا عودة لهؤلاء الجواسيس ... انه موضوع انتهى منذ زمن وقُبرت اللجنة الخاصة" التابعة للامم المتحدة. واضافت الصحيفة ان "الولاياتالمتحدة تعلم قبل غيرها بأن العراق لم يعد مهتما بتصنيع اسلحة كيمياوية او جرثومية ولا غيرها من الاسلحة المحرمة دوليا"، مؤكدة ان "هذا الملف قد انتهى وأغلق منذ فترة ليست بالقليلة وبشهادة واحد من المفتشين الذين تواجدوا في العراق على مدى سبع سنوات وذرعوا أرجاء العراق طولا وعرضا دون العثور على اي أثر لاسلحة الدمار الشامل" في اشارة الى المفتش السابق في مجال نزع الاسلحة العراقية الاميركي سكوت ريتر. واعتبرت ان "الادارة الاميركية تتحدث بشكل سافر عن نياتها الشريرة في تغيير نظام الحكم في العراق، وهذه سابقة خطيرة في القانون الدولي". ورأت الصحيفة انه "على رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش الصغير قد اتهم دولا أخرى مع العراق، الا ان اركان ادارة الشر الاميركية، ومن خلال مختلف التصريحات الاعلامية، يحاولون ترضية الرأي العام العالمي لابقاء العراق في موقع المستهدف الرئيسي للعدوان الاميركي".