شهدت عمليات التفتيش في العراق توقفاً أمس قبل تعزيزها بمروحيات لتغطي كل انحاء العراق الذي اتهم لندن ب"الكذب"، وتوقع ان تسعى واشنطن الى تعطيل عمل المفتشين و"اختلاق" نزاع لتبرر عملاً عسكرياً ضده. بغداد - "الحياة"، أ ف ب - اعلن الناطق باسم الاممالمتحدة في بغداد هيرو يويكي ان خبراء نزع الاسلحة سيزودون قريباً مروحيات لتوسيع نطاق عمليات التفتيش، موضحاً ان اولى هذه المروحيات قد تصل اليوم. وأضاف ان الخبراء الذين توقفوا أمس عن التفتيش، "يراجعون ما انجزوه ويعدون لعمليات الاسبوع المقبل"، مضيفاً انهم سيرفعون تقاريرهم الى الاممالمتحدة في نيويورك وفيينا. واضاف يويكي ان عدد المفتشين سيبقى من دون تغيير حتى 8 الشهر المقبل، الذي يعتبر نهاية المهلة التي سيرفع فيها العراقيون بياناً عن ترسانتهم من شأنه ان يكون قاعدة لمواصلة عمليات التفتيش. واكدت وزارة الخارجية العراقية ان المواقع التي زارها المفتشون الدوليون الخميس تكشف "زيف الادعاءات والاكاذيب" التي روج لها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وأوردها في تقرير قدمه الى مجلس العموم البريطاني في ايلول سبتمبر الماضي. وأشار بيان للخارجية الى ان "مصنع لقاحات الحمى القلاعية ومصنع نصر للصناعات الميكانيكية اللذين زارهما المفتشون أول من أمس كانا ضمن المواقع التي وردت في "ملف بلير" الذي اتهم الحكومة العراقية بأنشطة محظورة". واضاف ان "النتائج التي توصل اليها فريق التفتيش في الموقعين تكشف زيف الادعاءات والاكاذيب التي روج لها توني بلير وتفضح اتهاماته المغلوطة للعراق". وأوضح ان فريق مفتشي لجنة "أنموفيك" الذي يرأسه ديمتري بيريكوس زار الخميس معهد انتاج لقاحات حيوانية لمرض الحمى القلاعية، وأخذ عينات من الماء الموجود فيه للفحص، واستفسر عن بعض الأمور المتعلقة بعمل المعهد ونشاطاته، كما دقق في اجهزته التي كانت خاضعة للرقابة المستمرة. وأضاف ان مجموعة خاصة من الفريق المذكور ذهبت الى معمل انتاج الأدوية البيطرية في منطقة التاجي شمال بغداد لمعرفة ما إذا كان قد تم نقل بعض معدات المعهد الى هناك، واتضح ان المعدات لم تنقل من مكانها. وكانت اللجنة الخاصة السابقة قد دمرت الأجزاء الرئيسية لمرافق الانتاج مما أدى الى توقف العمل فيه نهائياً. وأشار الناطق الى زيارة فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرأسه جاك بوت لمصنعي ذو الفقار العسكري والنصر للصناعات الميكانيكية في منطقة التاجي. وتجول اعضاء الفريق في ارجاء المصنعين المذكورين وقاموا بفحص الآلات والمعدات الموجودة فيهما والمشمولة بنظام الرقابة المستمرة، كما أطلعوا على بقايا معمل كان قد تعرض للتدمير جراء قصف الطائرات الاميركية والبريطانية له في منتصف كانون الأول ديسمبر 1998. وصرح مسؤولون عراقيون في المواقع الثلاثة التي زارها المفتشون الدوليون بأن عمليات التفتيش جرت بتعاون تام ولم تبرز أية عراقيل. الى ذلك، حذرت صحيفة "الثورة" العراقية الناطقة باسم حزب البعث من ان الولاياتالمتحدة ستسعى الى تعطيل عمل المفتشين واختلاق نزاع لتبرر التحرك عسكرياً ضد العراق، مشيرة الى ان واشنطن "لن تكتفي بمراقبة عمل فرق التفتيش" بل "ستواصل التدخل غير المشروع مع هذه الفرق والاستمرار باطلاق التهديدات للعراق". ولفتت الى انه "اذا كانت هناك جهة عرقلت عمليات التفتيش وافسدت نظامه وخربت نفوس المفتشين ومنعتهم من انجاز مهمتهم واودت بحياة اللجنة الخاصة ودمرت نظام الرقابة المستمرة فهي اميركا وشريكتها بريطانيا". واضافت ان المجتمع الدولي وخصوصا الاممالمتحدة "تعرف ان واشنطن كانت وراء تعطيل عمل فرق التفتيش السابقة ووراء تحويل اعضائها الى جواسيس". وحذرت من ان "التغاضي عن اي محاولة اميركية لتوجيه عمل الفرق الحالية او الحصول منها على معلومات تخص عملها سيكون تسهيلاً متعمداً للنهج الاميركي العدواني ومشاركة واضحة في القضاء على الشرعية الدولية". في لندن، نشرت صحف بريطانية أمس أن الرئيس صدام حسين أمر مئات من مرؤوسيه باخفاء مكونات أسلحة الدمار الشامل في منازلهم، لتفادي اكتشافها. ونشرت صحيفتا "تايمز" و"اندبندنت" تقريرين متشابهين نقلا عن مصادر في الحكومة البريطانية وتقارير للاستخبارات العراقية، ان صدام أمر علماء وموظفين في إدارات مدنية، بل ومزارعين أيضاً، باخفاء مكونات رئيسية للأسلحة ومواد كيماوية أو مواجهة عقاب قاس إذا رفضوا الانصياع لأمره. وذكرت "تايمز" أن بلير والرئيس جورج بوش يأخذان تلك المزاعم عن اخفاء مكونات للأسلحة مأخذ الجد إلى درجة أنهما يدرسان توجيه نداءات شخصية إلى المسؤولين العراقيين لابلاغ المفتشين بما يجري. وقال ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني إنه لن يعقب على هذه التكهنات. وأضاف: "مساندتنا للمفتشين والعمل الذي يقومون به والحاجة إلى تعاون العراق وتقييده بقرارات الأممالمتحدة معروفة جيداً". وسُئل هل بلير على علم بأن صدام أمر مرؤوسيه باخفاء أسلحة في منازلهم، فقال: "في هذه المرحلة ليس لدينا ما نضيفه إلى الملف الذي نشرناه قبل أشهر قليلة والذي يسجل التجارب السابقة".