نهش حين ولج المقبرة وجد كل القبور مشرعة. بحث عن الجثث. لم يجد. لم تطل حيرته. في زاوية المقبرة. كانت طاولة مستديرة فخمة. تجلس عليها ألسنة وأسنان ضخمة تنهش اللحم. * * * تسلق يتسلق حباله التي علقها بأذيال السحاب. يسخر الناس منه وهو يصر ان يصل الى أحلامه. ذات نهار وجدوه معلقاً في الهواء الفارغ وقد تساقطت منه الحبال. * * * الوجه لم أهنأ بوجبة غذائي. كل الوقت كان يحدق بوجهي بعينين شرهتين. تركت المكان. تصورت شيئاً سقط مني. ظللت أبحث ولم أجد. حين فتح لي السائق باب السيارة طرق سؤاله رأسي: - سيدتي! أين وجهك؟؟ * * * اللص لاحقه الناس: - اللص... اللص. لم يكن يحمل مسروقات. من نافذة بعيدة. كانت تطل امرأة جميلة وصدرها بلا قلب. * * * الأصابع عصفت به الغيرة. فسمل عينيها. قطع لسانها. جدع أنفها. ثقب طبلتي أذنيها. خلع قلبها. نام الى جانبها مطمئناً. في الصباح وجدوا أصابعها تلتف حول عنقه. * * * احتيال شاهدها الناس في ادارة الجوازات تنهي معاملة الرجل الذي يرافقها. هي عجوز دميمة وهو فتى جميل... فحل. في الليل. رأى جيرانها غرفة السائق ينطفئ نورها. في الصباح. كانت تفوح من ملابسه رائحة عطرها. * * * سباق يركض كالبرق. يصرخ بالناس ليوسعوا له الطريق. وأصواتهم: - لماذا تركض هكذا؟ - الزمن يلاحقني. * * * استرداد سأله القاضي: - لماذا ثقبت رأسه بالمبرد؟ سأل المتهم: - كيف إذن استرد أفكاري التي سرقها؟؟ * * * أمنيات: في الليلة الأولى تمنت ان تصير عصفورة. فسقطت بطلقة صياد. في الليلة الثانية تمنت ان تصير غيمة. فتناثرت مطراً وذابت. في الليلة الثالثة تمنت ان تصير شجرة. فأطاحت بها الريح. في الليلة الرابعة تمنت ان تصير سمكة. فالتهمها الحوت. في الليلة الخامسة تمنت ان تصير زهرة. فامتص النحل كل رحيقها. كرهت أمانيها الخادعة. كبرت. ومعها كبرت أمانيها. في الليلة الأولى تمنت ان تصير ناراً. فأحرقت كل بيوت الظالمين. في الليلة الثانية تمنت ان تصير ثعباناً. فقتلت بسمها كل خونة الوطن. في الليلة الثالثة تمنت ان تصير لصة. فسرقت كل أموال البخلاء. في الليلة الرابعة تمنت ان تصير طوفاناً. فجرفت كل أوبئة المدينة. في الليلة الخامسة تمنت ان تصير زلزالاً. فهدمت كل الأفكار المتحجرة. * * * الدمار أشعل عود ثقاب. أضاء الشمعة. طوحت بها الريح. حدث حريق هائل. في مرة أخرى أشعل لسانه بكلمات. فقامت الحرب. * * *