ليس فقط انحباس السماء ولا ظهور أمراض لم تكن في الأقوام التي قبلنا ولكن زاد على ذلك ظهور جرائم لم تكن في الأجيال التي عاشت قبلنا في أمان ينامون والباب الكبير مفتوح!! اليوم نسمع عن جرائم لم تكن على البال ولا على الخاطر مثل خطف الأطفال المواليد، وخطف أطفال كبار وخطف سيدات وقد يصل الأمر إلى خطف رجال بشنبات (وبدون)!! إضافة إلى العادة السيئة بخطف الجوالات والحقائب من الأيدي وفي رابعة النهار!! وامتدت السرقات إلى كل شيء برميل الغاز وأغطية الصرف الصحي وعدادات الكهرباء والكيابل والسيارات بدون ركاب وسرقة السيارات وفي بعض الأحيان المؤلمةيكون فيها أوادم!! كل ذلك يتزامن مع حالة من الغفلة الأمنية تصيب الناس اعتقاداً أن الزمن هو الزمن والزمن غدار!! فقد انفتحت علينا العمالة الأجنبية من كل حدب وصوب تركهم طموحات الثراء بأية طريقة كانت تسول أو بغاء أو تزوير أو سرقة أو أو .. إلخ، وربعنا على طبعهم القديم يتركون أولادهم يلعبون في الشارع بدون رقيب أو يفتحون جميع الأبواب والنوافذ للخدم والسائقين بدون حسيب أو يترك أحدهم سيارته (شغالة) وينزل يشتري خبز تميس!! وذكرالعمالة الأجنبية هذا كمثال فقط فهناك مواطنون (ما عليهم زود) متمرسون في الإجرام والحنشلة ولا يؤمن جانبهم مهما تدورت الابتسامة وتكورت الغترة!! المشكلة أن الوعي الأمني لدينا يصل إلى درجة الصفر والوعي الأمني الاقتصادي يهبط إلى ما تحت الصفر بسبب الطمع والشراهة التي أعيت من يداويها، والأدلة يمكن تجميعها من عشرات قضايا توظيف الأموال التي تجد جحافل العملاء ببساطة متناهية كلهم يركضون ركض الوحوش وتبقى أموالهم عند الوحوش محتجزة إلى حين!! هناك من يلوم الطمع أو الفضول أو التقليد ولكن يظل الوعي الأمني والوعي الأمني الاقتصادي هو المحك في الكثير من القضايا والحالات!! ولا يقتصر الأمر على الزبائن ولكن بعض المستثمرين يتحملون جزءاً من المسؤولية ويعانون من تقلص الوعي الأمني مقابل ما قد يجدونه من رياح الربحية التي تهب في كل اتجاه!! ألا تلاحظون أنهم في بعض الأحيان يسلمون أرواح الناس ل(سباكين) تحت مسمى أطباء ويوظفون في مطاعمهم عمالة رديئة صحة ونفساً يرتفع فيها فيروس الكبدي حتى النخاع!! إزاء هذا السيل الجارف من الجرائم والقضايا المخيفة لا بد وأن توجد حاجة ملحة ليس فقط لتحسين مستوى الوعي الأمني ولكن كذلك لسد الذرائع ومكافحة الجريمة. قد يكون المطلوب حملة توعوية ذكية أو مادة دراسية في المدارس أو أسابيع متخصصة إضافة إلى إجراءات أمنية دائمة تضمن قطع الطريق على اللصوص فهذه الحملات الأمنية الوقتية رغم حيويتها قد لا تكفي فكلها كم يوم ويعودون!! على سبيل المثال، نظام البصمة الذكية سواء للعين أو للأصبع سوف تجعل العمالة الأجنبية مؤدبة جداً لأن الواحد منهم يعرف أنه إن عملها لن يعود إلا بقطع إصبع الإبهام!! ونعود إلى التوعية الأمنية لغرض تحسين مستوى الوعي الأمني ونقول إذا تكررت طريقتنا التقليدية في حشر جهود التوعية في الإعلانات التائهة على تقاطعات الطرق وإشارات المرور فلن تغير من الأمر شيئاً وكأنك يا غازي ما غزيت!! استراتيجية التوعية يجب أن تصل إلى الناس بأيسر الطرق وأقلها تكلفة خاصة وأنها توعية غير ربحية ولن يكون الأمر بعيد المنال إذا ساهمت شركاتنا ومؤسساتنا الموقرة من باب الالتزام والمواطنة والمسؤولية الاجتماعية، فهم يصرفون في الإعلانات التي تبثها القنوات المتفسخة أكثر من تكلفة الإعلانات التوعوية بكثير!!