أكد زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق في جنيف، أمس، أنه سيدعو خلال محادثات السلام المقررة في نهاية نيسان ابريل المقبل في نيروبي إلى "كونفيديرالية من دولتين" في ظل إصرار الخرطوم على الدولة الإسلامية. وقال قرنق، الذي وصل إلى جنيف تلبية لدعوة من "منظمة التضامن المسيحي" العالمي، ويلقي اليوم الثلثاء كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بدعوة من "التضامن المسيحي" إنه لا يمكن تحقيق اتفاق سلام مع الحكومة السودانية ما دامت تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في جميع انحاء السودان. وأوضح في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه أمس انه يرغب في اجراء "حوار مع أوروبا في شأن سبل انهاء الحرب في السودان، وطلب مساعدتها". وأضاف ان الحل السلمي للمشكلة "لم يتحقق على رغم 15 جولة من المفاوضات" تسع منها تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد. وزاد: "في ظل إصرار الخرطوم على فرض قوانين الشريعة ورفض الجيش الشعبي لذلك، وإذا كان للسودان أن يحتفظ بدرجة من الوحدة في ظل هذين الموقفين المتناقضين، فإن السبيل المنطقي الوحيد لحل المشكلة هو الاتفاق على قيام كونفيديرالية في الفترة الانتقالية واجراء استفتاء على تقرير المصير للجنوب والمناطق المهمشة" التي يقصد بها مناطق في الشرق الغرب انضم مواطنون منها الى حركته. وأضاف: "سنتمكن بذلك من تحقيق تعايش سلمي بين نظامين، احدهما ثيوقراطي في الشمال والثاني علماني في الجنوب والمناطق المهمشة". وحمل قرنق بعنف على الحكومة السودانية واتهمها بممارسة حرب تصفية عرقية وقال ان "الحرب التي تشنها الحكومة ادت الى مقتل 1.9 مليون شخص ونزوح خمسة ملايين آخرين. هذا اكثر مما وقع في البوسنة والصومال ورواندا مجتمعة".