اعتبرت سورية أن تغيير الولاياتالمتحدة نظام الرئيس صدام حسين "يهدد الامن القومي العربي"، وذلك خلال محادثات أجراها أمس الرئيس بشار الاسد مع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق عزت ابراهيم الدوري. في غضون ذلك، وصل الى دمشق مساء امس زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني في زيارة تستمر اسبوعا يلتقي خلالها الرئيس الاسد ونائبه السيد عبدالحليم خدام والامين العام لحزب "البعث" الحاكم عبدالله الاحمر ل"تأكيد العلاقة الاستراتيجية مع دمشق". وقال بيان رسمي سوري ان لقاء الاسد مع الدوري الذي جرى في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع تناول "الاوضاع السائدة في المنطقة وخصوصا عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني"، اضافة الى "المواضيع المطروحة على جدول اعمال القمة العربية المقبلة في بيروت واهمية الخروج بموقف عربي موحد يعزز التضامن العربي ويصون الامن القومي العربي". وسئل الدوري اذا كان لقاؤه الرئيس السوري تناول احتمال توجيه ضربة عسكرية الى العراق، فأجاب: "بحثنا كل الاحتمالات وكل القضايا التي تهم الامة العربية، وكانت وجهات النظر متطابقة". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان سورية "تعارض بشدة تغيير النظام العراقي" لأن ذلك يشكل "تهديداً للامن القومي العربي ويسجل سابقة في العالم العربي". وتابعت ان دمشق تسعى الى موقف عربي موحد في هذا الاطار خلال قمة بيروت، علما ان الاسد والعاهل الاردني الملك عبدالله اعلنا في ختام لقائهما اول من امس "معارضة اي عمل عسكري ضد العراق". كما ينوي الاسد بحث هذا الموضوع خلال محادثاته الاسبوع المقبل مع الرئيس محمد حسني مبارك. وقبل لقاء الاسد مع الدوري، اجتمع نائبه عبدالحليم خدام مع ازاد برواري وفاضل ميراني عضوي المكتب السياسي في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني. كما ان ميراني اجتمع امس مع الاحمر قبل توجهه ميراني الى القاهرة يوم الجمعة المقبل للقاء المسؤولين المصريين، فيما عاد برواري الى شمال العراق لنقل نتائج محادثاته مع نائب الرئيس السوري الى بارزاني. وقالت مصادر عراقية ل"الحياة" ان الحزب الديموقراطي "يعتقد ان التغيير حتمي في بغداد، ولابد من السعي الى أن يكون بأدنى الخسائر"، مشيرة الى أن بارزاني سيزور واشنطن في نيسان ابريل المقبل.