اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد مع زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وبحث معه في المسألة العراقية بعد عودة المفتشين وصدور القرار 1441 والاحتمالات المتوقعة. وأعلن مصدر رسمي سوري ان الطرفين "أكدا وحدة التراب العراقي وصيانة استقلال العراق والعمل لتجنيبه الأخطار التي قد يتعرض لها". وجاء اللقاء في ختام زيارة بارزاني الى دمشق التي استمرت أسبوعاً وتضمنت محادثات مطولة مع نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام والأمين العام المساعد لحزب "البعث" الحاكم عبدالله الأحمر. وكان زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني زار دمشق قبل اسبوعين واجتمع مع المسؤولين ذاتهم، لكن الجانب السوري لم يعلن لقاءه مع الرئيس الأسد. وقالت مصادر "الحزب الديموقراطي" ل"الحياة" ان "وجهات النظر كانت متطابقة ازاء القضايا المطروحة وضرورة التمسك بوحدة الأراضي العراقية"، لافتة إلى انه "لم يكن مطروحاً أبداً اعلان حكومة انتقالية"، خلال اجتماع المعارضة الذي كان مقرراً في بروكسيل وألغته الحكومة البلجيكية بعد صدور القرار 1441. وعلمت "الحياة" ان بارزاني أكد للمسؤولين السوريين اعتقاده ان القرار الدولي "أبعد شبح الحرب ولم يلغها"، و"عدم نية الأكراد التحرك أو اعطاء شرعية لغزو اميركي ولا الانفصال عن العراق حالياً، وتمسكهم بوحدة الأراضي العراقية وبمشروع الحل الفيديرالي، لأن الاكراد يشعرون بأنهم عراقيون أولاً، ولأن الظروف الدولية والاقليمية لا تسمح بالانفصال عن العراق، مع ان اقامة دولة ونيلهم حقوقهم يعتبران حقاً لهم". وبدا من محادثات "الحزب الديموقراطي" تراجع "القلق الكردي من احتمال تدخل الأتراك في منطقتهم بعد فوز الاسلاميين في تركيا وتشكيلهم حكومة" لاعتقاد الحزب ان الحكومة التركية الجديدة "ستتبع سياسة منفتحة تجاه الدول المحيطة". على صعيد آخر، أكد رئيس مجلس الوزراء السوري الدكتور محمد مصطفى ميرو حرص بلاده على "تعزيز أواصر التعاون مع تركيا خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين الصديقين". جاء ذلك خلال استقبال ميرو امس القائد العام للدرك التركي الفريق أول شيزار ايغور والوفد المرافق له في حضور اللواء غازي كنعان والسفير التركي في دمشق. وأفادت مصادر رسمية ان "الحديث تناول علاقات التعاون القائمة بين البلدين والشعبين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات خصوصاً الاقتصادية والتجارية والصناعية، وتوسيع قاعدة التعاون التجاري، والتشجيع على اقامة شراكات بين الشركات ورجال الاعمال في البلدين". وحمل ميرو الفريق ايغور تحياته وتمنياته الى رئيس الوزراء التركي عبدالله غول وتهانيه له بتشكيل الحكومة التركية الجديدة.