أعلن الرئيس جورج بوش أمس، في مناسبة مرور 6 شهور على هجمات 11 أيلول سبتمبر، ملامح المرحلة الثانية من "الحرب على الإرهاب". وتحدث عن مساعدات للفيليبين وجورجيا، وعن تدريبات ومعدات للقوات اليمنية، لئلا يتحول اليمن أفغانستان ثانية. منبهاً إلى تسلل عناصر من "القاعدة" إلى هذا البلد. وحذر من خطورة وصول أسلحة الدمار الشامل الى أييد "الجماعات الارهابية". وتعهد العمل على ألا يجد أي إرهابي "مكاناً آمناً ينام فيه" راجع ص 6 و7. وألقى بوش كلمته في حديقة البيت الابيض أمام حوالى 1300 شخص بينهم اعضاء في الكونغرس وأسر ضحايا هجمات 11 أيلول وعمال انقاذ. وجاءت كلمة الرئيس الأميركي في وقت شهد الوضع في أفغانستان مزيداً من التأزم. إذ أعلن مسؤول عسكري أفغاني رفيع المستوى ان مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" لملموا فلولهم في أربعة اقاليم قرب كابول، وان خمسة الآف جندي حكومي في طريقهم إلى تلك المناطق لمنع قلاقل. ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه، ان الاقاليم هي وردك وغزني وخوست وباكتيا حيث تحاصر القوات الأميركية "مئات" من مقاتلي "القاعدة" متحصنين في جبال عرما ووادي شاهي كوت جنوب غارديز عاصمة الاقليم. وأعرب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أمس عن أمله بأن تتمكن القوات الاميركية والافغانية هذا الاسبوع من السيطرة على جبال عرما قرب غارديز. في الوقت ذاته شهدت منطقة خوست قرب الحدود مع باكستان توتراً ينذر بمواجهات بين سكانها المسلحين وقوات موالية لحكومة حميد كارزاي معززة بوحدات اميركية حاولت نزع أسلحتهم أمس. وأفاد شهود ان الجنود الاميركيين المرافقين للأفغان كانوا يرتدون اقنعة، وسيّروا دوريات بحثاً عن السلاح. لكن تحرّكهم جوبه برفض السكان نزع سلاحهم. ونُقل عن أوساط محسوبة على الملك السابق ظاهر شاه انزعاجه من هذه الخطوة، كون المنطقة تُعتبر من معاقله التقليدية، ويعتمد على تأييد سكانها لدى عودته المرتقبة أواخر الشهر من منفاه في ايطاليا. وأفادت تلك الأوساط انه متخوف من تطور الأوضاع الى مواجهات عرقية في المنطقة. وعزت تقارير إعلامية في باكستان سحب واشنطن قواتها من جبال باكتيا، قبل يومين، إلى وقوع جنود أميركيين في الأسر. وأشارت التقارير إلى أن القيادة الأميركية تفاوض "طالبان" عبر وسطاء لاطلاق أسراها في مقابل فدية. وواصل الطيران الأميركي قصفه الحصون الجبلية في عرما، فيما تحركت قوة أفغانية من ألف مقاتل بقيادة رئيس شرطة غارديز محمد اسحاق من أجل خوض ما وصفه بأنه "المعركة الأخيرة" ضد "طالبان" و"القاعدة". جاء ذلك في وقت أعلن رئيس اللجنة السياسية في الحزب الإسلامي قطب الدين هلال تأييد رئيس الحزب قلب الدين حكمتيار حكومة كارزاي، وخطواتها لإعادة السلام إلى أفغانستان. وشدد في مؤتمر صحافي في بيشاور على ان حكمتيار يعارض الوجود الأجنبي في أفغانستان وليس حكومة كارزاي. واستسلم 150 مقاتلاً من "طالبان" يقودهم مولوي محمد إبراهيم شقيق القائد المعروف جلال الدين حقاني المطلوب لدى الجانب الأميركي. وأفادت تقارير ان إبراهيم شوهد يتنقل بحرية في منطقة خوست، بعد اعلان القادة المحليين استسلامه. وأكد وزير خان زادران، شقيق وزير الحدود والقبائل الأفغاني أمس انه تعرض لمحاولة اغتيال في شرق البلاد، قُتل فيها ثلاثة من حراسه. واتهم "القاعدة" بتدبير المحاولة. ويُزعم انه يساعد الأميركيين في تحركاتهم شرق أفغانستان.