كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 8 اشخاص على الأقل أمس، في سلسلة هجمات شنها 15 انتحارياً من حركة «طالبان» على مبانٍ حكومية وقاعدة عسكرية في مدينتين شرق افغانستان. وأوضح روح الله سامون الناطق باسم الحكومة الاقليمية ان الانتحاريين الذين حمل بعضهم بنادق حاولوا دخول عدد من المباني الحكومية في غارديز عاصمة ولاية باكتيا، لكن قوات الامن اطلقت النار عليهم وقتلتهم قبل ان يبلغوا اهدافهم. وأشار الى ان احد الانتحاريين فجر نفسه امام مديرية جهاز الاستخبارات، ما ادى الى مقتل ثلاثة ضباط وعنصري امن آخرين. وكشف مسؤول في وكالة اغاثة اجنبية ان مهاجمين انتحاريين اثنين على الاقل ارتديا الزي التقليدي لافغانيات والذي يغطيهن من الرأس حتى القدم، فيما اعلن عبد الولي زادران، رئيس بلدية وادي زادران في باكتيا، ان مقاتلي الحركة خطفوا 13 عاملاً في شركة بناء. وصرح ناطق آخر يدعى احمد ضيا عبد الضي بأن انتحاريين آخرين اثنين قتلا في تبادل للنار مع الشرطة اثناء محاولتهما الدخول الى مطار مدينة جلال آباد، الذي تتخذه القوات الافغانية والاجنبية قاعدة لها. وأعلن طبيب في مستشفى المدينة ان مسعفين احضروا جثة شرطي الى المستشفى. وشابهت الهجمات اعتداءات شنتها «طالبان» اخيراً في نورستان بولاية بكتيكا (شرق) والعاصمة كابول وأماكن اخرى، علماً ان الحركة تواجه منذ مطلع الشهر الجاري عمليات واسعها تشنها قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) والجيش البريطاني في ولاية هلمند الجنوبية، تنفيذاً للاستراتيجية الاقليمية الجديدة التي اقرها الرئيس الاميركي باراك اوباما بهدف هزيمة «طالبان» وحلفائها الإسلاميين، وتحقيق الاستقرار في افغانستان. وقتل جندي بريطاني في انفجار استهدف دورية انضم اليها في هلمند، ما رفع الى 187عدد قتلى الجنود البريطانيين منذ نهاية عام 2001، في وقت ينتشر حوالى 9 آلاف عسكري بريطاني في افغانستان. وكشفت وزارة الدفاع البريطانية أن 157 جندياً بريطانياً جرحوا في أفغانستان خلال أسبوع، علماً ان 18 جندياً آخرين قتلوا هذا الشهر في هلمند. وأفادت صحيفة «ذي غارديان» بأن ارتفاع عدد الجنود البريطانيين الجرحى الذين عولجوا في المستشفى الميداني في القاعدة البريطانية بهلمند بلغ حد أجبار الأطباء العسكريين على انتهاك قوانينهم، وقبول عدد أكبر من الجنود الجرحى يفوق العدد المسموح باستقباله في المستشفى. وأوضحت أن 46 جندياً بريطانياً أُدخلوا إلى مستشفيات عسكرية ميدانية في أفغانستان للعلاج من جروح اصيبوا بها خلال حزيران (يونيو) الماضي، المقارنة مع 24 جندياً في أيار (مايو) الماضي و11 جندياً في نيسان من (ابريل). وكشف التقرير السنوي لوزارة الدفاع البريطانية أن قواتها المسلحة تعاني نقصاً حاداً في عدد الأفراد ضمن وحدات قتالية وطبية رئيسية، «ما يزيد الضغوط على الجنود البريطانيين الذين يقاتلون في أفغانستان». وكشفت صحيفة «ديلي ميل» ان الوحدات الاكثر تضرراً في أسلحة المشاة والبحرية والقوات الجوية تعاني من نقص يصل إلى نسبة 50 في المئة من عدد جنودها، و«هي لا تجنّد العدد المطلوب لسد الفراغ الذي يحدثه الجنود بعد تركهم الخدمة». وحددت النقص في عدد ممرضي الطوارئ بنسبة 62 في المئة، و11 في المئة في عدد جنود المشاة، وواحد من بين كل أربعة من طياري مقاتلات «هارير» التابعة لسلاح البحرية. وأكدت الصحيفة عجز الجيش البريطاني عن ملء الفراغات التي يعاني منها في مجال خبراء نزع القنابل، والأطباء العسكريين المتخصصين في الجراحة العامة. التزام «الناتو» وفي كلمة القاها أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتم هاوس» في لندن، حذّر الأمين العام لمنظمة الحلف الأطلسي (الناتو) ياب دي هوب شيفر من مضاعفات مدمرة في حال تخلي الحلف عن مهمته بأفغانستان «ستمنح تنظيم القاعدة القدرة على التحرك مجدداً وتنشر التطرف في المنطقة، ما سيتسبب في نتائج مدمرة على السكان، خصوصاً النساء، ويؤثر على استقرار المنطقة». ودعا شيفر الذي سيترك منصبه هذا الشهر إلى ادراك حقيقة أن المهمة تمثل أهمية قصوى لأمنها. وقال: «يجب أن يقبل الحلف بأن الأمن اليوم يتطلب الإنخراط في مهمات خطرة ومكلفة بمناطق بعيدة جداً، ونتقاسم اعباء المهمة في أفغانستان على أسس متساوية». ووصل الى كابول أمس، الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بهدف دعم الجهود التي يبذلها القادة الافغان من اجل بسط الاستقرار في بلادهم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 20 آب (اغسطس) المقبل. ويلتقي سولانا الذي يرافقه ايتوري فراشيسكو سيكي الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي الى افغانستانوباكستان، الرئيس حميد كارزاي ووزير الخارجية رانجين دادفار سبانتا، اضافة الى ابرز المرشحين للانتخابات الرئاسية عبدالله عبدالله وأشرف غاني وميرويس ياسيني، ورئيس وفد مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات فيليبي موريون، والممثل الخاص للامم المتحدةلافغانستان كاي ايدي. وأول من امس، زار سولانا باكستان حيث وعد بتوفير دعم اوروبي لاعادة النازحين من مناطق القبائل الى منازلهم اثر المعارك التي اندلعت اخيراً مع «طالبان». وفي استراليا، وضعت السلطات جدولاً زمنياً يمتد خمس سنوات لسيطرة القوات الافغانية على الامن في ولاية اروزجان، حيث قتل 11 من جنودها، آخرهم الاحد الماضي في انفجار قنبلة زرعت الى جانب طريق، ما كرر الجدل الداخلي في شأن اولويات مشاركة القوات الاسترالية في الحرب على أفغانستان. ويريد بوب براون زعيم حزب الخضر ان يعيد البرلمان مناقشة التزام القوات الاسترالية في افغانستان، فيما يؤكد رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود ان الحكومة تضع في الاعتبار التكلفة البشرية للمشاركة بقوات في أفغانستان، لكن استراليا تحتاج الى الاضطلاع بدور في محاربة الارهاب.