خوست أفغانستان - أ ف ب - كشفت الصراعات بين قادة محليين في شرق افغانستان ان رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي لا يسيطر فعلاً على الوضع خارج عاصمته. وفي ولاية بكتيا جرت معارك بين فصيلين اوقعت عشرات القتلى واسفرت عن هزيمة حاكم الولاية المعين من جانب كارزاي امام قوات مؤيدة للرئيس السابق برهان الدين رباني. كذلك تشهد ولاية خوست المجاورة صراعات بين مجموعات عسكرية متخاصمة ولا يبدو ان تدخل كارزاي لاعادة الامور الى نصابها بين الفصيلين سيكتب له النجاح. ففي هذه الولاية كل رجل يملك سلاحاً على الاقل، حتى ان الاطفال يتسلحون ايضاً. ويدور صراع بين مجموعتين من اجل السيطرة على مدينة خوست، كبرى مدن ولاية خوست، ولكن الصراع لم يتحول الى معركة عسكرية بعد، بل يكتفي كل طرف بالقيام باستعراض قوة امام الطرف الاخر. وتجوب سيارات مموهة بالوحل وتحمل جنوداً في المدينة ولكن من دون حصول مواجهات. وفي خوست، كما في غارديز بدأت النزاعات على السلطة بسبب الفراغ الذي اعقب انسحاب "طالبان" السريع من المدينة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وفي الحالين، اراد الطرفان ملء الفراغ، احدهما موال للرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي حكم افغانستان قبل وصول حركة "طالبان" الى السلطة واخر مؤيد للملك الافغاني السابق ظاهر شاه ورئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي. وكان باتشا خان الذي عينه كارزاي اخيراً حاكماً على ولاية بكتيا، ارسل الاربعاء الى غارديز 800 رجل للسيطرة على المدينة ورفع العلم الوطني الاسود والاحمر والاخضر الذي اعتمدته كابول رسمياً. ولكن قوات سيف الله الموالي لبرهان الدين رباني تصدت لهم وسيطرت بعد 24 ساعة من المعارك الضارية على مدينة غارديز واضطر رجال باشا خان الى الفرار تاركين وراءهم نحو 500 أسير. وقال مصدر في القوات التابعة لسيف الله ان ما لا يقل عن خمسين شخصاً قتلوا. وفي خوست، عين كمال زدران خان احد اشقاء باتشا خان حاكماً على الولاية. ويحاول زكيم خان وهو احد انصار رباني الاطاحة به. وفي الحالين يقول قادة الفصيلين المتخاصمين علناً انهم طلبوا من كارزاي حل خلافاتهم. ولكن في مجالسهم الخاصة يقولون انهم لا يتوقعون ان يتمكن رئيس الحكومة الموقتة من القيام بعمل كبير. وخلال المعركة من اجل السيطرة على غارديز، قال وازر خان الشقيق الاخر لباتشا خان، ان كارزاي "ضعيف جداً وبعيد جداً" كي يشكل دعماً حقيقياً لأنصاره في الولايات.