سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة تؤكد اعتقال اسرائىل 600 فلسطيني والجيش يواصل حصار المخيم لليوم الثالث ويبدأ حملة تفتيش واسعة ."شهداء الاقصى" تنفي استسلام اي من عناصرها في مخيم طولكرم
اكدت القيادة الفلسطينية ان اسرائيل اعتقلت حوالى 600 فلسطيني في مخيم طولكرم في الضفة الغربية ودعت الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى التدخل، مشبهة ما يحصل بالمجازر التي حصلت في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982. وقالت ان "قوات الاحتلال نقلتهم وهم في حالة مزرية في باصات الى معسكر اعتقال جماعي في عوفرة من دون اشراف طبي او طعام"، مضيفة انهم "عوملوا بقسوة ومن دون انسانية وبطريقة افظع من جرائم النازيين". وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية اعلنت في وقت سابق امس ان الجيش اعتقل 600 فلسطيني، بينهم 60 عنصراً في اجهزة الامن، في المخيم. ونفى الناطق باسم كتائب "شهداء الاقصى" صالح نصار استسلام اي مقاتل من التنظيم او التنظيمات الاخرى في مخيم طولكرم، موضحا ل"الحياة" ان كل الاعتقالات الاسرائيلية تمت في صفوف قوات الامن الفلسطيني والمدنيين، وتوقع ان تطلق اسرائيل المعتقلين بعد التحقق من هوياتهم. في غضون ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي حصاره المفروض على المخيم منذ ثلاثة ايام، وبدء حملة تفتيش واسعة من بيت الى بيت، لكنه سمح لسيارتي اسعاف تابعتين للصليب الاحمر باخلاء جرحى ونقلهم الى المستشفى، وأعلن وصول شهيد اصيب برصاصة في رقبته ونزف حتى الموت، اضافة الى معالجة 90 جريحا. واكد الناطق باسم "شهداء الاقصى" ان المقاتلين من مجموعة رائد الكرمي التابعة ل"شهداء الاقصى" والاذرع العسكرية للتنظيمات الاخرى، انسحبوا من مخيم طولكرم صونا لارواح المواطنين بعدما هدد الجيش عبر مكبرات الصوت بقصف المنازل. وقال ان المقاتلين استخدموا في انسحابهم الاسلوب الذي يستخدمه الجيش في حملات التفتيش، اذ انتقلوا من منزل الى منزل من خلال تحطيم الجدران بين البيوت بمساعدة الاهالي. واكد ان الاعتقالات جرت في صفوف قوات الامن، اذ تمكنت الدبابات الاسرائيلية من محاصرة ما بين 20 و30 عنصرا من الامن الوطني الفلسطيني في منزلين متلاصقين دخلوهما بعد قصف مقرهم القريب. واشار نصار ايضا الى ان اعتقالات تمت في صفوف المدنيين بعدما طلبت قوات الجيش من المواطنين الذين تبلغ اعمارهم بين 15 و 50 عاما في ساحة مدرسة "الانروا"، مشيرا الى اقتياد بعضهم الى معسكر اعتقال في بيتونيا قرب رام الله. ونفى ايضا ما تردد عن اكتشاف مصنع لصواريخ "القسام" في المخيم، مؤكدا عدم وجود حتى اسلحة، وقال ان الاسلحة التي صادرها الجيش مرخصة. وروى نصار كيف تصرف الجنود الاسرائيليون ب"جنون" في حملتهم على المخيم والتي بدأت عند الساعة الثامنة من مساء الخميس الماضي، وكيف "اطلقوا النار على اي جسم متحرك". واضاف: "تحاول السيدات انتشال جثث الشهداء من الشوارع وسحب الجرحى من ازقة المخيم، لكن ذلك لم يغير شيئا من تصرفات الجنود. واصيبت اربع نساء على الاقل اثناء محاولتهن مساعدة الجرحى. نريد ان يعلم العالم المتحضر الذي تنتمي اليه اسرائيل انهم دمروا معظم سيارات الاسعاف وداسوا عليها بدباباتهم ومجنزراتهم. هدف الجنود واضح امام اعيننا: لا يريدون جرحى ولا اسرى. فقط قتلى. والا كيف تفسرين منع سيارات الاسعاف من الوصول؟". واكد نصار انه شاهد بأم عينيه ما لا يقل عن 17 جريحا نجح اهالي المخيم في سحبهم الى داخل المنازل، و"في مهمة "فدائية تمكن عدد من الممرضات العاملات في عيادة المخيم التابعة لوكالة غوث اللاجئين من تقديم الاسعافات الاولية لهم غير ان اصابات عدد منهم اشد خطورة من ان تعالجها اسعافات اولية. الجرحى ينزفون امام اعيننا ولا نستطيع ان نقدم لهم المساعدة لان الخسارة ستكون مضاعفة. مشاهد مؤلمة ستحفر في قلوبنا قبل ذاكرتنا". وتحدث عن الصدمة التي اصابت السكان عندما شاهدوا جنودا مدججين بالاسلحة ومختبئين داخل دبابتهم المحصنة وهم يطلقون النار على زوجة شهيد كان سقط امام عتبة منزله ويصيبونها برصاصة في قدمها، وعندما اطلق اخرون النار على ضابط سيارة اسعاف وقتلوه ثم اطلقوا النار مرة اخرى على سائق سيارة اسعاف اخرى اثناء محاولتهما اخلاء جريح اخر توفي امام اعين الناس اول من امس. كما تحدث عن جثت ثلاثة شهداء ملقاة في ازقة شوارع المخيم انتفخت بفعل الحرارة.