أعلنت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها جون قرنق و"قوات التحالف السوداني" التي يتزعمها العميد المتقاعد عبدالعزيز خالد، اندماجهما في تنظيم سياسي واحد في اول عملية انضمام تنظيم شمالي كامل الى المتمردين في تاريخ حركة قرنق. وأفاد بيان مشترك وقعه قرنق وخالد في أسمرا أمس، أن الحركة الشعبية والتحالف توصلا إلى "وحدة الحركتين في تنظيم واحد"، على أساس أن الطرفين متفقان في الرؤى السياسية والفكرية التي تبلورت في رؤية "السودان الجديد". وأوضح أن الطرفين "اتفقا على الوحدة السياسية والتنطيمية والعسكرية فوراً"، وتم تشكيل لجان مشتركة لتوحيد البنى السياسية والتنظيمة والعسكرية والإدارية. وأكد قرنق في المؤتمر الصحافي أن "الاتفاق التاريخي يهدف إلى تحقيق السودان الجديد"، معتبراً أن ذلك "تحول عظيم"، فيما اعتبر خالد أن "الاتفاق ينهي ما نسمعه عن شمال وجنوب، ومسيحي ومسلم". وأكد ان "قيادة التنظيم الجديد ستكون لقرنق"، معتبراً حركة قرنق "الشقيق الأكبر للتحالف". وتأسست "قوات التحالف" في العام 1994 وسيطر عليها ضباط اقصتهم حكومة الرئيس عمر البشير من الجيش. وبدأت الحركة عملها العسكري في شرق البلاد، إلا أن عملياتها تراجعت في السنتين الماضيتين. ويتوقع ان يلقى الاتفاق بأثار سياسية كبيرة أبرزها تمدد جون قرنق في الشمال بإضافة قيادات سياسية شمالية، وتخفيف حدة النقد لحركته بأنها جنوبية وعنصرية. غير أن التأثير العسكري لاندماج التنظيمين لن يكون مؤثراً في موازين القوى خصوصاً بعد تراجع قوة الحركة التي تعرضت لانشقاقات متكررة وخروج كثيرين من الضباط المؤسسين. وعلى مستوى "التجمع الوطني" سيفقد التنظيم مقعده في هيئة القيادة التي تضم زعماء الفصائل المعارضة. وأكد الطرفان "الالتزام التام بالعمل على انجاح مبادرات الحل السلمي وفق قرارات التجمع الوطني"، وقالا "إن توحيد الحركتين يساهم في خلق المناخ الملائم للوحدة الطوعية والالتزام بحق تقرير المصير الذي أجمعت عليه قوى التجمع الوطني الديموقراطي". وأشارا إلى أن "في مقدم أهداف توحيد الحركتين العمل من أجل تحقيق الاستقرار الاقليمي والدولي". وكان لافتاً الاشارة إلى ثورة 1924 السودانية التي قادتها "جمعية اللواء الأبيض" وضمت قادة جنوبيين وشماليين. وأكد البيان أن "الاتفاق جاء تتويجاً لسبع سنوات من الحوار الشائك والمثمر والعميق".