سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" في أعالي النيل تدخل مواقع المتمردين الذين يحاولون وقف انتاج النفط في حقول البانتيو . بعوض في حجم فأر ومستنقعات تدعم المتمردين ... في هجمات موسم الامطار . تحالف قرنق مع الاحزاب الشمالية غير طبيعة الحرب الاهلية 5 من 6
المعروف عن الحرب الاهلية في السودان انها كانت بين الحكومات المركزية التي تعاقبت على الحكم في الخرطوم وبين الجنوبيين الذين تباينت مطالبهم بين مرحلة واخرى. كما اصطبغت طبيعة النزاع خلال الاعوام ال 35 الماضية بألوان عدة كان يفرضها غالباً الطرف المسيطر او الاقوى بين الجنوبيين في مرحلة معينة، وفي احيان اخرى كانت حكومات الخرطوم هي التي تعطي لهذه الحرب سمتها. ومن بين الاوصاف الكثيرة التي اطلقت على الحرب الاهلية السودانية انها حرب بين المسلمين في الشمال وبين المسيحيين في الجنوب، او بين المسلمين الشماليين وبين الوثنيين الجنوبيين، وكذلك بين الجنوبيين الافارقة وبين الشماليين العرب. وقيل ايضاً انها بين الانفصاليين في الجنوب والوحدويين في الشمال. وفي فترات معينة قيل انها بين العلمانيين الديموقراطيين في الجنوب والمسلمين الشموليين في الشمال. واياً كانت الاوصاف التي اطلقت على طبيعة النزاع واهدافه، فان طرفيه الرئيسيين كانا الجنوبيين من جهة والحكومات المتعاقبة في الخرطوم من جهة اخرى. وبعد اشهر قليلة من اطاحة حكومة الصادق المهدي بانقلاب عسكري قاده الفريق عمر البشير في 30 حزيران يونيو 1989، ظهر اول تحالف شمالي يجمع كل القوى السياسية المتتضررة من انقلاب البشير باسم "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي اصدر ميثاقه سراً في الخرطوم في 31 تشرين الاول اكتوبر 1989. ولم توافق "الحركة الشعبية" على كل بنوده وقتذاك، والتي كانت تطالب باسقاط نظام البشير عبر كل الوسائل المتاحة لدى الاحزاب والنقابات العمالية والمهنية السودانية. وضم "التجمع" عند تأسيسه احزاباً شمالية عدة ابرزها "الامة" الذي يتزعمه المهدي، وكان معتقلاً آنذاك قبل فراره الى اسمرا، و"الاتحادي الديموقراطي" بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني، و"الشيوعي" الذي لا يزال امينه العام محمد ابراهيم نقد فاراً ومختفياً داخل السودان، ويقوده حالياً عضو قيادته التيجاني الطيب، وحزب "القيادة الشرعية للقوات المسلحة السودانية" الذي كان يرأسه الفريق فتحي احمد علي توفي ويقوده حالياً الفريق عبدالرحمن محمد سعيد، واحزاب اخرى من وسط السودان وشرقه. وفي مطلع 1990 حدث اول تغير جذري في تاريخ الحرب الاهلية السودانية، عندما ثبتت الاحزاب الشمالية في "التجمع" تحالفا مع "الحركة" في 25 اذار مارس من تلك السنة. وكان ابرز ما في التحالف بين المعارضة الشمالية تحت لواء "التجمع الوطني الديموقراطي" والمعارضة الجنوبية بقيادة قرنق هو الاتفاق الذي وقعه الطرفان على استخدام العمل العسكري لاسقاط نظام البشير. ونص الاتفاق ايضاً على اعتبار "الحركة الشعبية" كأي حزب سياسي في السودان، وان لا تقوم اي احزاب سياسية على اساس ديني او جهوي. كما تم الاتفاق على تغيير النظرة العربية ازاء "الحركة الشعبية" وتوضيح ان "الحركة" ليست انفصالية ولا تفرق بين الشمال والجنوب او العرب والافارقة او المسلمين والمسيحيين. واثر ذلك اعلنت تنظيمات عدة داخل "التجمع" وخارجه عمليات عسكرية ضد القوات الحكومية في شرق السودان وغربه للمرة الاولى في تاريخ الحرب الاهلية في هذا البلد.