تعتزم شركتا النفط العملاقتان "إكسون موبيل" و"شيفرون تكساكو" إنفاق زهاء 20 بليون دولار على عمليات التنقيب والإنتاج في الولاياتالمتحدةوكنداوقطروتشاد وكازاخستان ومناطق أخرى من العالم السنة الجارية، على رغم تراجع أرباحهما ومبيعاتهما العام الماضي بسبب تراجع أسعار النفط والغاز. اعلنت "شيفرون تكساكو" في بيان أول من أمس أنها خصصت مبلغ 9.4 بليون دولار للإنفاق على عمليات الاستثمار والتنقيب والانتاج. وتتضمن مخصصات الاستثمار نحو 200 مليون دولار لتمويل مساهمة شركة "شيفرون فيليبس كيميكال" التابعة لمجموعة "شيفرون تكساكو" في مشروع بتروكيماويات ضخم في قطر. وأفردت المجموعة 6.1 بليون دولار لعمليات التنقيب في خليج المكسيكوالبرازيل ونيجيريا وأنغولا إضافة إلى تمويل في مشروع للزيت الثقيل في البرازيل ومشاريع عدة في كازاخستان أهمها حقلا "كاراتشاغاناك" و"تنغيز"، كذلك بدء الإنتاج في مشروع رمال نفطية في كندا أواخر السنة الجارية ومشروع حقل دوبا في تشاد الذي يتوقع إدخاله الخدمه سنة 2004. وتقل موازنة الانفاق للسنة الجارية 22 في المئة عن العام الماضي. وعزا رئيس مجلس إدارة المجموعة مديرها التنفيذي ديفيد رايلي سبب الخفض إلى تحسن الأداء الاستثماري وكفاءة استخدام رأس المال بعد الاندماج. إلا أن المجموعة كشفت عن خسائر كبيرة في الشهور الثلاثة التالية بعد اندماجها في تشرين الأول أكتوبر الماضي، ما انعكس سلباً على حصيلة أدائها لمجمل العام. وكانت المجموعة أعلنت خسارة 2.5 بليون دولار في الفصل الرابع من 2001 بسبب سداد نفقات مؤجلة من اندماجها وشطب أصول نفطية "معطوبة" في فنزويلا وكاليفورنيا. وأشارت إلى أن مبيعاتها في الفصل المذكور 21.5 بليون دولار سجلت انخفاضاً بنسبة 33 في المئة عن الفترة نفسها عام 2000. وعزت المجموعة سبب الانخفاض الحاد في قيمة مبيعاتها إلى تراجع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي والمشتقات النفطية مشيرة إلى أن أسعار المشتقات النفطية انخفضت في الفصل الرابع من 2001 بنسبة 45 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2000 كما انخفضت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة تقترب من 60 في المئة. وانعكست أرقام الفصل الرابع على نتائج العام إذ أن مبيعات المجموعة التي تنشط بعد اندماجها في 180 بلداً وتنتج 2.7 مليون برميل يومياً من النفط والغاز وتشغل 25 ألف محطة وقود في أنحاء العالم، إنخفضت بنسبة 10.6 في المئة إلى 106 بلايين دولار كما تراجعت أرباحها الصافية إلى 3.3 بليون دولار منخفضة بنسبة تزيد على 57 في المئة. الشراكة مع السعودية وتعتزم المجموعة استثمار 1.4 بليون دولار في عمليات التكرير والتسويق في أميركا وأماكن أخرى من العالم السنة الجارية، بينما لفتت إلى أن صفقة اتفاقها المبرم مع شركة "السعودية للتكرير" التابعة لشركة "أرامكو السعودية" وكذلك شركة "شل أويل" لبيع حصة تكساكو في شركة "موتيفا إنتربرايزز" الناشطة في عمليات التكرير والتسويق في السوق الأميركية ستعلن قبل نهاية الفصل الجاري وقد تصل إلى 2.1 بليون دولار. وساهمت أسعار النفط والغاز والمشتقات في انخفاض الأرباح الصافية لعملاق صناعة النفط "إكسون موبيل" في الفصل الرابع بنسبة 49 في المئة الى 2.7 بليون دولار من 5.2 بليون دولار في الفترة نفسها من عام 2000، كذلك بلغت قيمة مبيعاتها في الفصل المذكور 47.3 بليون دولار منخفضة بنسبة تزيد على 26 في المئة. وذكرت المجموعة في تقرير عن الأرباح والخسائر أن أرباحها الصافية عن السنة الماضية بلغت 15.3 بليون دولار ما سيعني أنها انخفضت بنسبة 13.5 في المئة عن عام 2000 بينما بلغت قيمة مبيعاتها 223 بليون دولار منخفضة هي الأخرى بنسبة 8.5 في المئة. الانفاق في قطر لكن على رغم إنخفاض الأرباح والمبيعات أكد نائب الرئيس لشؤون الاستثمار بيتر تاونسند في "ندوة هاتفية" الاسبوع الماضي أن المجموعة تعتزم زيادة إنفاقها الاستثماري وتمويلات عمليات التنقيب والانتاج بنسبة 10 في المئة على السنة الماضية حين بلغت هذه المخصصات 12.3 بليون دولار، مشيراً إلى أن المجموعة ستستمر في تركيز الانفاق على عمليات التنقيب والانتاج، لا سيما مشاريع الغاز الضخمة في قطر. وكانت "إكسون موبيل" التي تنشط في أبو ظبي وقطر واليمن و47 بلداً أخر من دول العالم أعلنت بعد اندماجها أنها تعتزم إنفاق 100 بليون دولار على عمليات التنقيب والانتاج في الفترة من عام 2000 إلى سنة 2010، وأكد تاونسند أن المجموعة تشعر الآن أكثر ثقة في خطتها وذلك دون حساب التزاماتها في مشاريع الغاز الضخمة في السعودية. يُشار إلى أن "إكسون موبيل" ستقود اثنين من المشاريع المحورية الثلاثة التي تنوي السعودية إطلاقها في الفترة المقبلة.