لاحظ المفوض التجاري في الاتحاد الأوروبي باسكال لامي أن لبنان استطاع في الفترة الاخيرة اتخاذ سلسلة اجراءات وتدابير لتعزيز الثقة الدولية به ومنها اقراره تشريعات تعطي اطمئناناً للمستثمر، لكنه رأى "ان لبنان الذي يتمتع بثقافة الأعمال منذ زمن بعيد، يحتاج الى القوانين التي تعزز هذه الثقافة وتترجمها عملياً لاشاعة اجواء الاستقرار والطمأنينة". وكان لامي الذي وصل الى بيروت محطته الثانية بعد دمشق في اطار جولة تشمل الاردن ايضاً، تبلغ من رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود التزام لبنان التعاون مع الاتحاد الاوروبي في المشاريع التي يطلقها لا سيما في مجال الشراكة المتوسطية وتأكيد قيام البلد بما هو مطلوب منه لتعزيز هذا التعاون الذي يعطي للحضور اللبناني داخل الاتحاد الاوروبي الاهمية والفاعلية". وأبلغ لحود المسؤول الاوروبي "ان الاجراءات الاقتصادية التي بدأ لبنان اتخاذها في الفترة الاخيرة تهدف الى تعزيز اقتصاده الوطني من جهة والتكيف مع القواعد والمعايير التي يحددها اتفاق الشراكة". وأكد له عزم الدولة "تذليل الصعوبات تدريجاً من خلال تعاون ضروري بين القطاعين العام والخاص"، لافتاً الى "صدور سلسلة تشريعات قانونية ومالية تعزز الاستقرار الضريبي في البلاد وتحمي حقوق الملكية الفردية وتشجع المستثمرين العرب والأجانب على توظيف اموالهم في مشاريع مجزية". وأعرب لامي في المقابل عن استعداد الاتحاد الاوروبي لوضع برامج التعاون التي يعدها في تصرف لبنان وتوفير المساعدات التقنية اللازمة، متمنياً "ان يجد هذا الاستعداد تجاوباً لبنانياً يعكس الرغبة الحقيقية في تطوير الشراكة المتوسطية - الأوروبية". وقال: "ان تعثر العملية السلمية في الشرق الاوسط لم يحل دون استمرار الاتحاد في بذل الجهود لمعالجة الشأن الاقتصادي الذي اعطي الاولوية لأنه يتصل بحاجات الناس ومصالحهم". وشدد على "اهمية التعاون الذي يبديه لبنان مع الاتحاد الاوروبي ما سيكون له انعكاسات ايجابية على لبنان والدول الاعضاء". وقال لامي: "ان اللبنانيين يعرفون ان عدداً من المستثمرين الاوروبيين لن يأتوا الى البلاد اذا لم يكن النظام المستند الى القواعد موجوداً، والخبرة تظهر ان التجارة لا تنمو في مثل هذا المناخ، وان المستثمرين الاجانب يحتاجون الى الأمن والشفافية والوضوح، واننا نواجه بعض الصعوبات والمنغصات في ما يتعلق بالشفافية والرؤية الواضحة اللتين لم تصبحا حتى الآن تقليداً لبنانياً راسخاً". وبحث رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع لامي اهمية توقيع لبنان اتفاق الشراكة مع اوروبا في بروكسيل اخيراً. وأوضح الاخير "اننا على بينة بما سنقوم به مع بعضنا بعضاً على الصعيدين التجاري والاقتصادي ولمساندة الاصلاحات في لبنان وبحثنا في برنامج عملنا للسنوات المقبلة والأولوية التي يعطيها الاتحاد الاوروبي في اتفاق الشراكة هي لمساعدة لبنان على تحديث اقتصاده وتنشيط المبادلات التجارية والغاء القوانين الجامدة والاحتكارات التي تعيق الاستثمارات والاتفاق الذي وقع في بروكسيل بالأحرف الأولى سيساعد على تصحيح الخلل في التجارة بين لبنان والاتحاد الاوروبي". والتقى لامي في مقر غرفة التجارة والصناعة في بيروت رئىس اتحاد غرف التجارة في لبنان عدنان القصار ورؤساء الهيئات الاقتصادية. فلفت الى "ان قطاع الصناعات الغذائية الموسمية في لبنان يحتاج وغيره الى مساعدة". ولاحظ "ان لدى هذا القطاع شكوى ويجب عمل الكثير لملاءمة الموجود في لبنان مع متطلبات الشراكة الاوروبية". وأوضح "ان وفد الخبراء الذي يرافقنا على علم بالمشكلات التي تواجه هذه القطاعات لا سيما منها الزراعية، وهناك كوتا معتمدة الآن تمتد لعشر سنوات وفق ما اشار اليه الاتفاق". وقال القصار: "ان لبنان جاهز للدخول في هذه الشراكة التي ستشكل الانطلاقة لاندماجه في الاقتصاد العالمي".